حذر فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم من خطورة الإرجاف والتخذيل وذلك في خطبة الجمعة من منبر المسجد الحرام بمكة المكرمة. واستهل فضيلته الخطبة بالتأكيد على ذم الفرقة وأهمية الاتفاق فقال : إنه إذا ما اشتدت الخطوب على المجتمع المسلم وادلهمت عليه سهام الأعداء ، فإن من أوجب واجباته توحيد صفه ونبذ فرقته والتنازل عن اختلافات فرقائه وتأجيل اختلافاتهم التضادية مادامت الخطوب أعظم والتربص به من خارجه أدهى وأمر. ثم أبان خطورة انتشار الهلع في المجتمع وماله من آثار سلبية مؤسفة فقال : إنه طبع مؤسف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الهلع القاتل الصامت الذي ينشئ حالة من التوتر أو القلق تجاه مشكلة ما. وقال فضيلته: مصدروا الهلع فئام لا يرجون الخير للمجتمعات ولا تحمل قلوبهم أيا من معاني السكينة والجد والفأل وحب الاستقرار. وحذر من مغبة نقل الهلع ونشره بين الناس فقال : وأما ناقلوه فهم دهماء الناس ولهازمهم الذين هم كالأقماع لا تدري ما يصب فيها ألبن هو أم خمر. ومن هذا المنطلق فإن على ذوي الإعلان والمشاركين بوسائل التواصل مسؤولية بالغة في إذكاء الهلع في المجتمعات أو إخماده. ثم بين فضيلته الفرق بين الهلع أمام وهم والهلع أمام حقيقة، فالهلع الذي أمام الوهم من شأنه يؤصل في النفوس فصل الأمور عن عللها وبناء المواقف سلبا وإيجابا على مالا حقيقة وراءه، وأما الهلع أمام الحقيقة إذا لم يلجم بلجام الحكمة والأناة فإن من شأنه أن يولد إحباطا نفسيا وشعورا مبكرا بالهزيمة ومن ثم يضفي القناعة باستحالة جدوى المدافعة والمزاحمة للتغلب على هذا الهلع الطارئ.
مشاركة :