القامشلي (سوريا) - توافد مواطنون سوريون الجمعة إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في المرحلة الثانية من انتخابات تنظمها الإدارة الذاتية الكردية على ثلاث مراحل في مناطق سيطرتها في شمال سوريا. جرت المرحلة الأولى من هذه الانتخابات غير المسبوقة في أيلول/سبتمبر الماضي، وهي الأولى منذ إعلان النظام الفدرالي في روج أفا، أي غرب كردستان. وفتحت أبواب الاقتراع في مناطق سيطرة الأكراد عند الساعة الثامنة صباحا على أن تقفل عند الساعة الثامنة مساء. وقال محمد صالح مصطفى أحد الناخبين في مدينة القامشلي (شمال شرق)، "هذه المرة الثانية التي أشارك فيها في الانتخابات (بعد المرحلة الأولى)، أنا سعيد بذلك وبأن لنا حرية اختيار الشخص الذي سيقوم بخدمتنا". وأضاف "في السابق، كنا نشارك خوفا من الأجهزة الأمنية" التابعة للنظام السوري. وتنقسم الانتخابات في روج أفا إلى ثلاث مراحل، جرت الأولى منها في 22 أيلول/سبتمبر حيث تم اختيار الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه الكومونات، أي اللجان المحلية للحارات والأحياء. وسيتم في المرحلة الثانية الجمعة انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم من أصل ثلاثة يشكلون روج أفا. ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 كانون الثاني/يناير إلى انتخاب "مجلس الشعوب الديمقراطية" لكل من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية. كما سيتم في اليوم نفسه انتخاب "مؤتمر الشعوب الديمقراطية" العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي. وقبل اندلاع النزاع في العام 2011، عانى الأكراد الذين يشكلون أكثر من 15 في المئة من سكان سوريا، من التهميش على مدى عقود. وبدؤوا بتعزيز موقعهم بعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من مناطقهم ما سمح لهم بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الأكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. في آذار/مارس 2016، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب). ورفضت دمشق إعلان الفدرالية الكردي، ووصفت الانتخابات بـ"المزحة". وفي مركز اقتراع في القامشلي، وقف مواطنون في طوابير بانتظار دورهم للدخول خلف ستار اخضر اللون لوضع القائمة التي يختارونها في صناديق اقتراع شفافة اللون. ويُشرف على العملية الانتخابية مدرسون دربتهم مفوضية الانتخابات في الإدارة الذاتية. ويؤكد الأكراد أن هذه الانتخابات لا تخصهم وحدهم بل تشمل مكونات المجتمع كافة من عرب وسريان وأرمن وتركمان. إلا أن أحزاب كردية معارضة للنظام الفدرالي لا تشارك في الانتخابات مثل المجلس الوطني الكردي. وتقتصر المشاركة في الانتخابات على أحزاب تشكل الإدارة الذاتية.
مشاركة :