بضعة أيام مرت على عودة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى لبنان وتراجعه عن الاستقالة المفاجئة التي أعلنها من السعودية ما اعتُبر خرقا سافرا للأعراف الدستورية والدبلوماسية. وكانت هذه الاستقالة التي تمت تحت عنوان أن الكيل قد طفح من دور حزب الله ذراعِ إيران في لبنان والمنطقة، قد وضعت السعودية في وضع محرج خصوصا بعد المواقف التي صدرت من بعض الدول الغربية والتي دعت لعودة الحريري إلى بيروت وخصوصا أيضا بعد الاتهامات التي وُجهت للرياض بأن رئيس الحكومة المستقيل محتجز في السعودية رغم إرادته. من كان وراء محاولة الاستقالة الفاشلة لرئيس وزراء لبنان وأين اختفى؟ يحيط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه بمجموعة من المستشارين من بينهم وزير الشؤون الخليجية ثامر السبهان الذي لعب دورا حاسما في تطور الأمور إلى ما آلت عليه خصوصا وأنه يعتبر رأس الحربة في السياسة الهجومية للرياض تجاه إيران عدوها اللدود.تغريدات نارية فقبل استقالة الحريري بأيام، أطلق السبهان مجموعة من التصريحات النارية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر حيث وصف حزب الله اللبناني بحزب الشيطان وحزب الإرهاب. الوزير السعودي الذي سبق له وأن شغل منصب الملحق العسكري في سفارة السعودية في بيروت بين عامي 2014 و2015، كان ظهر أيضا على إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية وبشر بقرب حدوث تطورات مذهلة في إطار الجهود الإطاحة بنفوذ حزب الله في لبنان. ويوم الاستقالة في الرابع من الشهر الماضي، غرّد السبهان متوعدا بأن "أيدي الغدر والإرهاب يجب أن تُبتر" قبل أن يتوقع بأن لبنان بعد الاستقالة لن يكون أبدا كما قبلها ولن يكون منصة لانطلاق ما وصفه بالإرهاب.
وبعد خمسة أيام من استقالة سعد الحريري، وعد السبهان ودائما عبر وسيلته الإعلامية المفضلة تويتر بمزيد من الإجراءات حتى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعي حسب تعبيره.ايدي الغدر والعدوان يجب ان تبتر
— ثامر السبهان (@thamersas) 4 novembre 2017
وردا على مطالبة حزب الله بعودة رئيس الوزراء اللبناني، حمل الوزير السعودي على الحزب باتهامه بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري وبأنه يحاول أن يفعل الشيء نفسه مع نجله من خلال محاولة قتله جسديا وسياسية كما قال.كل الاجراآت المتخذة تباعا وفي تصاعد مستمر ومتشددحتى تعود الامور لنصابها الطبيعي
— ثامر السبهان (@thamersas) 9 novembre 2017
وقد عززت الاستقالة مخاوف الأطراف الدولية من أن لبنان قد يكون الجبهة الجديدة المستعرة في الصراع الإقليمي الدائر بين طهران والرياض على زعامة المنطقة. وهذا ما لم تكن تريده تلك الأطراف خصوصا في ظل نظام سياسي مثل الذي يحكم لبنان بطوائفه وتوازناته الهشة. ومن هنا بدأت الوساطات التي تزعمتها فرنسا حليف السعودية ولبنان في ذات الوقت لعودة الحريري إلى بيروت. حتى أن باريس كانت أول وجهة لرئيس الحكومة المستقيل الذي قابل وعائلته الرئيس الفرنسي وعقيلته واجتمع الجميع حول مأدبة غداء على شرف الضيف اللبناني الذي عاد بعدها إلى لبنان وأعلن عن تعليق الاستقالة. ورغم أن السعودية نجحت في خلط الأوراق والضغط على حزب الله لكن خطوة الاستقالة منيت بالفشل خصوصا في ظل الرد الهادئ لحزب الله الذي رغم خلافه مع سعد الحريري فإنه اعتبر الأخير لا يزال رئيسا لحكومة لبنان.زيارة إلى واشنطن وقرصة أذن وقد وردت أخبار تفيد بأن السبهان زار واشنطن بعد استقالة الحريري. والتقى أثناء زيارته بمسؤولين في الخارجية الأمريكية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي في إدارة ترامب. وقد ترددت أخبار تفيد بأن لقاءات الوزير السعودي هذه لم تكن عابرة ولا هادئة بحسب بعض المصادر. فبدل حشد التأييد الأمريكي لاستقالة الحريري، يبدو أن الوزير السعودي قد تعرض ل "قرصة أذن" من المسؤولين الأمريكيين الذي طلبوا منه أن يتوقف عن تغريداته المستفزة حسب ما ذكرته وكالة أسوشياتد برس نقلا عن مصدر مقرب من الاجتماع الذي تم بين السبهان والمسؤولين الأمريكيين. وهذا ما قد يفسر أن آخر تغريدة للوزير السبهان تعود الى الثاني عشر من نوفمبر تشرين الثاني الماضي. ومنذ ذلك الوقت اختفى من الساحة الافتراضية والإعلامية أيضا.هل هي استراحة محارب؟ فهل هي مجرد استراحة محارب أم أن ولي محمد بن سلمان قد يكبح من جماح الوزير الذي سبق له وأن تسبب في تأزم العلاقات بين السعودية والعراق حين تم تعيينه أول سفير للمملكة لدى بغداد لأول مرة منذ 25 عاما؟ فالوزير السبهان لم يدم مقامه في العراق أكثر من تسعة أشهر. فقد طالبت الحكومة العراقية باستبداله بعد الضجة التي أثارها بتصريحاته النارية حين قال إن بغداد لم توفر له الحماية الكافية لمواجهة ما وصفها بتهديدات الحشد الشعبي باغتياله كما أنه طالب بعدم إشراك الحشد في العمليات التي تشنها القوات العراقية ضد داعش. ما اعتبرته بغداد تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وطالبت باستبداله.اثبتوا كذبهم وضعف حججهم الواهيه وقطعوا الارسال حتى لا ينكشف ضلالهم امام العالم و اللبنانيين ، الحريري يتحدث وهم يلطمون كعادتهم
— ثامر السبهان (@thamersas) 12 novembre 2017
مشاركة :