المولد النبوي... وتفجير «الروضة» - مقالات

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«الاستماع إلى صوتٍ حَسن في احتفالات المولد النبوي أو أيّ مناسبة دينية في تاريخنا لهو مما يدخل الطمأنينة إلى القلوب»، قالها ابن القيم رحمه الله تعالى. ومع ذكرى المولد النبوي تبدأ مراسم الاحتفال عند بعض من الناس، بقراءة القرآن الكريم والصلاة على النبي ومجالس الذكر والإنشاد وإطعام الطعام وغيرها من قربات. وجاء من يضيّق عليهم ويحارب مجالسهم ويبذل ويسعى في هدم مساجد يجتمعون فيها وخرابها ومنع عبادة الله فيها، ولا أحد أظلم وأشد جرماً من هؤلاء، يقول تعالى: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها». ومهما كانت تلك الشعائر التي تقام فيها، فلا يحق لأحد أن يمنع الناس من الذكر ويهاجم ويفجر المعابد؛ كالهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة الذي يُعد مركزاً رئيسياً لإحدى الطرق الإسلامية الصوفية في شمال سيناء في مصر، عندما كان مزدحماً بالمصلين خلال صلاة الجمعة باعتبارهم - في نظر البعض - جماعة أنشأت بدعاً منكرة، ولما أفتى به بعض المعاصرين بأنهم مشركون كفرة، وفتاوى أخرى تحل قتلهم، ولم ينظروا إلى أقوال قدماء الفقهاء التي تحترم الفكر والاعتقادات، وإن أنكرت لا تُكفّر؛ فإن الإسلام بريء مما تعانيه الأمة اليوم من عمليات تفجيرية إرهابية أزهقت الأرواح وانتهكت حرمة المساجد، فهي عمليات يقف وراءها أعداء الأمة وأيدٍ خفية ينفذون مخططاتهم باسم حركات إسلامية أباحت تفجير دور العبادة لإيمانهم بأنها أماكن شركية يقام فيها ما لم يشرعه الإسلام. ومهما كان ما يعتقدونه، فلا يحق لأحد أن يمنع الناس من توجهاتهم ويهاجمهم، وإن كان مخالفاً لفكرهم فله إبداء الرأي فقط لا أن يُذبّح ويفجر المعابد، وحتى لو أنكرت فليس لك إلا النصيحة لا التعنيف، والعاقل إن رأى فساداً لا يصلحه بما يزيده، فإن التفجير والإرهاب لا يغير الاعتقاد بل يحدث الفتنة والفرقة. ومع ذلك تظل في مصر وغيرها الاحتفالات والذكر والأناشيد وغيرها من شعائر ومظاهر الفرح والسرور، فالأطفال يفرحون بالزينة والحلوى والألوان، والعجائز يتبركون بمولد خير الأنام وتسمع الدعاء في كل مكان، والقربات مستمرة مهما جاهد البعض في جعلها مآتم ومجالس عزاء بعمليات فاشلة أزهقت أرواح المصلين في المساجد، رحمهم الله تعالى وحشرهم مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وربط على قلوب أهليهم ورزقهم الصبر والسكينة والسلوان. aalsenan@hotmail.com aaalsenan @

مشاركة :