اكتشف باحثون أن دواء ان-أسيتيل سيستين الذي يُستخدم لتخفيف أعراض الرشح العادي قد يسه م أيضاً في منع نمو الخلايا السرطانية بحرمانها من بروتينات بالغة الأهمية لاستمرارها. نشرت البروفسورة فيديريكا سوتجيا، باحثة من كلية علوم البيئة والحياة في سالفورد بالمملكة المتحدة شاركت في وضع تقرير الدراسة، وزملاؤها ما توصلوا إليه أخيراً في مجلة Seminars in Oncology. تأمل البروفسورة فيديريكا سوتجيا وزملاؤها بأن يقرّبنا بحثهم الجديد إلى التوصل إلى علاجات بعدما اكتشفوا كيفية مساهمة ان-أسيتيل سيستين في وقف انتشار الخلايا السرطانية. ان-أسيتيل سيستين، الذي يُدعى أحياناً أسيتيل سيستين، دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية ومكمل غذائي يُستخدم غالباً في التخفيف من أعراض الرشح والإنفلونزا، كالسعال، والصفير، والمخاط الكثيف. كذلك يُستعمل أحياناً لعلاج جرعة الأسيتامينوفين الزائدة، والتليف الكيسي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. يتمتع هذا الدواء أيضاً بخصائص مضادة للأكسدة، ما يعني أنه قادر على الحد من تلف الخلايا الناجم عن الإجهاد التأكسدي، الذي يشكّل خللاً في التوازن بين عوامل مؤكسدة قد تكون مضرة ومعدلات الجزيئات المضادة للأكسدة. تشير ستوجيا وفريقها إلى أن بحوثاً سابقة اكتشفت معدلات عالية من الإجهاد التأكسدي في الخلايا السدوية في الأورام، خصوصاً أورام سرطان الثدي. والخلايا السدوية خلايا تتألف منها الأنسجة الضامة. يوضح الباحثون أن الخلايا السدوية في الأورام تطلق، عندما تتعرض للإجهاد التأكسدي، حمض اللبنيك و«مواد مغذية» أخرى تحتاج إليها الخلايا السرطانية لتنمو. نظراً إلى هذه البيانات كافة، افترض الفريق أن خصائص ان-أسيتيل سيستين المضادة للأكسدة تسهم في حرمان الخلايا السرطانية من المواد المغذية. «نتائج مشجعة» لاختبار نظريتهم، أجرى الباحثون تجربة على 12 امرأة شخّص الأطباء أخيراً إصابتهن بسرطان الثدي في المرحلة صفر أو الأولى، وكن ينتظرن الخضوع لجراحة لاستئصال المرض. طوال الأسابيع الثلاثة التي فصلت بين تشخيص سرطان الثدي وبين الجراحة، تلقت كل امرأة دواء ان-أسيتيل سيستين في الوريد مرةً أسبوعياً بجرعة 150 مليغراماً لكل كيلوغرام. في الأيام التي لم تُعطَ المريضات هذا الدواء في الوريد، تناولن جرعة فموية مرتين يومياً بلغت 600 مليغرام. أُخذت خزعة من ورم سرطان ثدي كل امرأة قبل الجراحة وخلالها، ثم حللها الباحثون بحثاً عن ثلاثة مؤشرات حيوية إلى مدى شراسة السرطان: MCT4، CAV1، و Ki67. كشفت الدراسة أن Ki67 تراجع في الأورام بنسبة 25%، في حين شهدت معدلات MCT4 انخفاضاً حاداً بلغ 80%. تشير هذه الاكتشافات إلى أن العلاج بدواء ان-أسيتيل سيستين قد يشكّل طريقة غير مكلفة أو سامة لوقف نمو الخلايا السرطانية وانقسامها. يذكر البروفسور مايكل ليسانتي، باحث من كلية علوم البيئة والحياة في سالفورد شارك أيضاً في وضع تقرير الدراسة: «تكون معدلات MCT4 السدوية العالية مقلقة لأنها ترتبط بسلوك السرطان الشرس وتراجع فرص النجاة. لذلك تُعتبر هذه النتائج مشجعة جداً».
مشاركة :