في أقوى رسالة وجهها المصريون ضد الإرهاب، أمس، بعد مرور أسبوع على مذبحة شمال سيناء، استقبل مسجد الروضة بمركز بئر العبد في المحافظة المصلين وبينهم عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين لأداء شعائر صلاة الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأدى المئات وفي مقدمهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومفتي الجمهورية شوقي علام، وقيادات شعبية وبرلمانية وأمنية صلاة الجمعة في المسجد. وقال الطيب في كلمة بعد انتهاء الصلاة إن «القتلة الذين سفكوا هذه الدماء في قرية الروضة، هم خوارج وبغاة ومفسدون، وتاريخهم في قتل المسلمين وترويع الآمنين معروف». وأكد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أمر بقتلهم وتعقبهم، ووعد من يقتلهم بالثواب يوم القيامة»، مضيفاً «ومن هنا فإنه وجب وتحتم على ولاة الأمور شرعاً وأمانة وديناً أن يطبقوا حكم الله تعالى، بحماية أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم». ووسط احترازات أمنية مشددة، شاركت فيها قوات من الجيش والشرطة، وحلقت خلالها مروحيات في محيط المكان، قال عميد كلية أصول الدين في القاهرة خطيب الجمعة في مسجد الروضة عبد الفتاح العواري، للمصلين من القرية «إن الله أراد أن يصطفي من بينكم شهداء ويتخذ منكم شهداء لأن الله يحبكم فأنتم عباده، وعلى قدر محبة المحب يكون الابتلاء من الله». وبعد مرور أسبوع على استشهاد نحو 309 مصلين، أكد اتحاد «قبائل سيناء» في تحرك جديد دعم الجيش والشرطة، داعياً المصريين إلى الالتفاف معهما في مواجهة الإرهاب. وذكر الاتحاد في بيان، مساء أول من أمس، أن «أي جهة أو كيان أو أشخاص يقدمون الدعم اللوجيستي مادياً كان أو معنوياً مصيره كمصير أي قاتل دمه مهدور وليس له أو عليه أي حقوق بعلم جميع القبائل والعائلات»، مضيفاً أن «التحضيرات الجارية لمعركة تطهير سيناء، وسنتحرك قريباً مع قواتنا المسلحة يداً واحدة ضد مرتزقة وقطعان الإرهابيين». قضائياً، قررت لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة «الإخوان» التابعة لوزارة العدل التحفظ على أموال 14 عنصراً من العناصر المنتمية للجماعة. وتضمنت القائمة «سمية عصام الدين محمد العريان وأسماء عصام الدين محمد العريان وإبراهيم عصام الدين محمد العريان وسارة عصام الدين محمد العريان وآية الله السيد عبدالفتاح عنان وعمر أحمد جابر إبراهيم الحاج وأحمد جابر إبراهيم محمد الحاج وياسر جابر إبراهيم محمد الحاج وسامح حسن محمد المهدي وفاطمة فضل سيد رزق ومحمد عبدالناصر فؤاد صقر ومحمد أسامة شمس الدين رسلان وعمر محمد جمال الدين محمد ثابت توفيق ومحمد تاج الدين حسن حسين شلبي». كما تضمنت قرارات اللجنة، أمس، التحفظ على 19 شركة مملوكة لـ «الإخوان». وفي شأن آخر، أعلنت جامعة القاهرة، إنهاء خدمة 5 من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، لانتمائهم لـ «الإخوان». وشمل القرار الأستاذ في كلية العلوم رشاد محمد علي البيومي والأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية باكينام الشرقاوي، والأستاذ في كلية الهندسة عصام الدين حشيش والأستاذ في كلية الزراعة أحمد الزهيري والأستاذ في كلية الصيدلة عبدالرحمن الشبراوي. وذكرت الجامعة أن المفصولين صدرت ضدهم أحكام قضائية بإدراج أسمائهم ضمن قائمة الإرهابيين، ما ترتب عليه قانوناً، فقد شرط حسن السير والسمعة والسيرة اللازمة لتولي المناصب العامة. وقررت الجامعة أيضاً، فصل الناشط السياسي الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، عمرو حمزاوي، بسبب انقطاعه عن العمل. على صعيد آخر، كشف القيادي المنشق عن «الإخوان» ثروت الخرباوي أن رئيس مجلس إدارة قناة «الشرق» التابعة للجماعة أيمن نور، نسق لبدء اتصالات بين مؤسس حزب «الحركة الوطنية» الفريق أحمد شفيق و«الإخوان»، قبل أن يعلن الأخير عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقالت مصادر مصرية لـ«الراي»، إن انتقال شفيق إلى باريس، هو محطة أولى في تحركاته المقبلة، حيث سيلتقي مع قيادات «إخوان الخارج»، للتشاور في شأن الانتخابات الرئاسية العام 2018. وفي أول رد فعل حكومي على الترشح، قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه «من حيث المبدأ يمكن لأي شخص يستوفي الشروط القانونية أن يرشح نفسه للانتخابات» في حال عدم وجود أمر قضائي يمنع ذلك.
مشاركة :