التهاب المفاصل الروماتويدي حالة مرضيّة يهاجم فيها الجهاز المناعي المفاصل فيسبّب التهابها. ولحسن الحظ، يؤدّي اكتشاف علامات هذا الالتهاب باكراً إلى تشخيص مبكر، من ثم إلى العلاج المناسب. تظهر أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي عموماً على اليدين والمعصمين والقدمين. أما العلاج المبكر فيمنع تضرّر المفاصل، والإعاقة في نهاية المطاف. حين يكون الجهاز المناعي سليماً، يساعد في محاربة العدوى، ولكن لدى من يعاني هذا النوع من الالتهاب، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا الموجودة في بطّانة المفصل عن طريق الخطأ ما يؤدّي إلى التهاب المفاصل فتتورّم وتيبّس وتسبّب ألماً. يمرّ من يعاني التهاب المفاصل الروماتويدي بمراحل لا يختبر فيها أيّ عارض، وبمراحل أخرى تشتعل فيها الأعراض، فيما لا تتوافر اليوم أيّة طريقة للشفاء. ولكن بفضل العلاج المناسب والرياضة المعتدلة يخفّ الألم. أمّا إذا تُرك هذا المرض من دون أيّ علاج، فتتلف المفاصل والغضروف والعظام في المناطق المصابة. علامات مبكرة يُشكِّل تيبّس المفصل وألمه العارضين الأساسيّين لالتهاب المفاصل الروماتويدي. ولكن قبل حدوثهما، يختبر المريض علاماتِ إنذارٍ مبكرةٍ، يرتبط بعضها بكيفيّة شعور المريض عموماً، في حين تتعلّق أخرى بالمفصل تحديداً. كذلك يرتفع احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بظهور الأعراض التي تصيب المفاصل، خصوصاً إذا كانت جهتا الجسم متأثّرتين. يساعد اكتشاف علامات التحذير هذه بأقرب فرصةٍ ممكنةٍ في نيل العلاج المناسب، ومن بينها: 1. التعب: قبل مواجهة أيّ عارضٍ آخر، يشعر المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي بتعبٍ شديدٍ ونقصٍ في النشاط، وبالاكتئاب، ما يؤثّر في: - النشاطات اليوميّة. - العلاقات الاجتماعيّة. - العلاقة الجنسيّة. - الإنتاجيّة في العمل. يشعر المريض بالتعب جرّاء ردّ فعل الجسم على الالتهاب في المفاصل. 2. الحمّى الخفيفة: يشعر المصاب بتوعّكٍ، ويعاني ارتفاعاً بسيطاً في حرارة جسمه، وهي علامة مبكرة ترافق أحياناً التعب وتسبق أيّة آثار ملحوظة على المفاصل. 3. خسارة الوزن: تشكِّل خسارة الوزن غير المبرّرة العلامة الثالثة التي تنذر مبكراً بالإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وربّما تكون تأثيراً غير مباشرٍ للالتهاب، فحين يشعر المريض بالتعب والحمّى، يفقد شهيّته وبالتالي يخسر وزنه. 4. التيبّس: يُضاف تيبّس المفاصل إلى لائحة العلامات المبكرة التي تدلّ على الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، فيصيب مفصلاً أو اثنين صغيرين في الأصابع غالباً، ويأتي ببطءٍ لكنّه يستمرّ أيّاماً عدة. بالإضافة إلى التيبّس الذي يصيب مفاصل محدّدةٍ، يُعتبر الشعور العامّ بالتيبّس في الجسم علامة مبكرة على الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يشعر المريض بهذا النوع من التيبّس بعد البقاء من دون حركة لوقت طويل، أو عند الصباح. 5. رقّة المفاصل: تصيب رقّة المفاصل اليدين والقدمين وتُعتبر علامة مبكرة نموذجيّةً من التهاب المفاصل الروماتويدي. في اليدين، يشعر المريض بأنّ المفصل في الوسط وعلى قاعدة الأصابع رقيق خلال الحركة أو حين يضغط عليه. أمّا في القدمين، فتكون المفاصل على قاعدة الأصابع رقيقةً وموجعة، ما يدفع بالمريض إلى المشي على كعبَي قدميه أو رفع أصابعه. 6. ألم المفاصل: إحدى علامات التهاب المفاصل الروماتويدي ألمُ المفاصل في الأصابع والمعصمين والقدمين، إذ يؤدي الالتهاب إلى سماكة بطّانة المفصل ويتسبّب بإفراز مزيد من سائل المفصل. كل من هذين العاملين يضغطان على الكبسولة التي تحيط بالمفصل ويوتران النهايات العصبيّة الموجودة فيها، ما يسبّب الألم. 7. تورّم المفصل: التورّم في مفاصل اليدين والقدمين علامةٌ أخرى لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو يظهر مع تقدّم المرض، فيما يُعتبر التورّم البسيط علامة مبكرة. 8. احمرار المفصل: يُشكِّل تغيّر لون البشرة في محيط مفاصل اليدين والقدمين علامة أخرى لالتهاب المفاصل الروماتويدي، إذ يوسّع الالتهاب شرايين الدم في البشرة المحيطة به، ما يؤدّي إلى تدفّق كمية دم أكثر فيها، فتبدو البشرة حمراء اللون. 9. دفء المفصل: يؤدّي الالتهاب إلى دفء المفاصل الذي قد يظهر قبل الاحمرار والتورّم، ويشكِّل أيضاً إحدى العلامات المبكرة لالتهاب المفاصل الروماتويدي. 10. الخدر والوخز: في حال أصاب الخدر والوخز اليدين والقدمين، فهذه علامةٌ أخرى مبكرةٌ لالتهاب المفاصل الروماتويدي، إذ يضغط الأخير على العصب، ما يتسبّب بفقدان الإحساس. 11. التراجع في مجال الحركة: في المراحل الأولى من التهاب المفاصل الروماتويدي، يواجه المريض صعوبة في ثني معصمه إلى الأمام والخلف. ومع تطوّر المرض، يؤثّر الضرر في المفصل في الأربطة والأوتار، فيصعب على المريض ثنيها وتصويبها. 12. إصابة المفاصل في الجهتين: من الشائع أن يُصاب مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي بأعراض في المفاصل ذاتها على الجانبين، ولكن ثمة استثناءات. مضاعفات إذا تُرك التهاب المفاصل الروماتويدي من دون علاجٍ، أدّى إلى ضررٍ في المفاصل والغضروف المحيط بها والعظام القريبة منها، ما يتسبّب بتشوّه المفاصل. كذلك يؤدّي التهاب المفاصل الروماتويدي المتروك من دون علاجٍ إلى كتلٍ قويّةٍ تظهر على المفاصل أو بالقرب منها وتُدعى العقيدات الروماتويديّة، وغالباً ما يربطها الناس نظريّاً بهذا المرض. بالإضافة إلى تشوّه المفاصل والعقيدات الروماتويديّة، يؤدّي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى: • متلازمة النفق الرسغي. • التهاب في مناطق أخرى من الجسم، كالعينين والقلب والرئتين. • ارتفاع خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيّةٍ وسكتةٍ دماغيّةٍ. عوامل خطر يجهل الأطبّاء السبب الذي يدفع بالجهاز المناعي إلى مهاجمة المفاصل في جسم المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي. مع هذا، فثمّة عوامل يعرف الباحثون أنّها تزيد خطر إصابة الفرد بهذه الحالة المرضيّة، من بينها: • الجنس: النساء أكثر عرضةً لالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنةً بالرجال. أُجريت دراسةٌ عام 2011 وأظهرت أنّ امرأةً من 12 امرأة تصاب بهذا المرض مقابل رجلٍ من 20 رجلاً. • التدخين: كشفت دراسة عام 2009 أنّ التدخين يضاعف خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي ويسرّع تقدّمه. • الوزن الزائد: وجدت دراسة عام 2016 رابطاً بين السمنة وبين الارتفاع الطفيف في خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. في المقابل، وجد الباحثون عوامل تقلّل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، من بينها الرضاعة الطبيعيّة، ذلك بحسب دراسةٍ أجريت عام 2014. استشارة الطبيب على من يواجه علامات مبكرة من التهاب المفاصل الروماتويدي وأعراضه أن يتوجّه فوراً إلى الطبيب، فالأخير يساعد في كشف المرض وينصح المريض باتّباع العلاج المناسب لحالته. يُشار إلى أنّ التشخيص والعلاج المبكرين لالتهاب المفاصل الروماتويدي يقلّلان احتمال مواجهة مضاعفات هذه الحالة المرضيّة.
مشاركة :