يقضي كثير من المستثمرين وقتا في البحث عن عطلتهم المقبلة أكثر مما يقضون في التقصّي عن المستشار أو الوسيط المالي الذي يفكرون في الاستعانة به، وهو الذي قد يكلفهم الكثير. فالشكاوى من الاحتيال ازدادت بنسبة %60 في السنوات الخمس الماضية، وفقا لما ذكرته لجنة التجارة الفدرالية. وقال جيري والش، نائب الرئيس الأول لتعليم المستثمرين في هيئة تنظيم الصناعة المالية، أو فينرا، التي تنظّم شركات الوساطة «الحقيقة المخيفة بشأن الاحتيال هي احتيال المحتالين وكذب الكذابين». لكن هناك احتياطات يجب على المستثمرين اتخاذها، وفقا للهيئة التنظيمية التي من مهامها ملاحقة عمليات الاحتيال والمحتالين: 1- التحقّق من خلفية المهنيين الماليين الذين تتعامل معهم قبل أن تبدأ العمل مع المهنيين الماليين، تحقّق من سجلاتهم للتحقق من أنهم يحملون ترخيص مزاولة المهنة، ولم تقدم أي شكاوى فاضحة ومشينة ضدهم. يقول لوري شوك، مدير مكتب تعليم المستثمرين التابع للجنة الأوراق المالية والبورصات: إنه اذا لم يظهر المستشار أو الوسيط المالي في عملية البحث، فعليك التفكير مرتين قبل العمل معه. ويتابع شوك «ان معظم عمليات الاحتيال التى يتعرّض لها المستثمرون الأفراد التي شهدناها يرتكبها وسطاء ومستشارون غير مسجلين. ان الأشخاص غير المرخصين لمزاولة المهنة هم الذين يبيعون منتجات غير مسجلة. كما يجب عليك أيضا التحقّق من هذه السجلات بشكل دوري للتحقق من مهنيتهم». ويضيف والش «اذا كنت تتعامل مع الشخص لفترة من الوقت.. فألقِ نظرة خاطفة على سجله بين الآونة والأخرى. لا تكون عادة جميع الافصاحات التي تظهر على سجل المحترف أو الشركة هي علامة تنذر بوجود مشكلة أو خطر ما. لكن يجب أن تكون بداية للحديث عن الأمر. 2- تعرّف على ما تستثمر فيه.. يجب أن تفهم أولاً يجب أن تكون حذرا من الاستثمارات التي تكون معقّدة للغاية. فكما يقول أوين دونلي، كبير المحامين في مكتب تعليم المستثمرين في لجنة الأوراق المالية والبورصات: «اذا لم يستطع المستثمر الفرد فهم الاستثمار، يجب عليه أن يتوقف ولا يدخل في هذا الاستثمار». وينبغي أن تكون جميع المعلومات المتعلّقة بالاستثمار، من قبيل الافصاحات المقدمة لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات، متاحة بسهولة؛ إذ يقول دونلي إنه اذا لم يتمكّن أحد المهنيين الماليين من تقديم الأوراق الاستثمارية وجعلها متاحة، فهذا «مؤشر انذار كبير». 3- معرفة العمولات والرسوم التي ستدفعها تأكد من طرح عدد من الأسئلة، بما في ذلك «كيف أدفع لك؟» و«كيف تتم عملية الدفع لك؟»، وفق والش. يمكن أن تشمل الإجابات عمولات أو رسوماً، لكن قد تكون هناك طريقة أخرى للدفع، مثل التنافس على المبيعات من خلال برنامج تحفيزي تتبعه الشركة لمكافأة الأكثر مبيعا أو منتج خاص بتلك الشركة. ويضيف والش «استخدم تلك المعلومات لتقييم ما اذا كانت الشركة تتناسب وامكانات السيولة لديك واستعدادك للمخاطرة». 4- تحقّق من بياناتك الشهرية.. خصوصا مع تراجع السوق يقول والش: «يجب أن تظهر البيانات الشهرية أي معاملات أجريتها بما في ذلك مبلغ المعاملة. ويقول والش، خصوصا أثناء تراجع السوق: قد يكون من المحبط أن تنظر الى بياناتك. لكن عليك أن تفعل ذلك». واذا رأيت شيئا لم تمنح الاذن بالقيام به، يجب عليك استدعاء الوسيط الخاص بك وارسال شكوى مكتوبة للشركة. يجب عليك أيضا اخطار هيئة تنظيم الأوراق المالية المناسبة. كما ينبغي أن يقوم المستثمرون بفحص دوري للأوراق المالية التي يملكونها لمعرفة أن الأسعار تتطابق مع ما يظهر في بياناتهم، كما يقول والش. 5- كن حذراً من «تكتيكات» مبيعات تحت الضغط إذا كان الوعد الذي يقدمه لك الوسيط أو المدير المالي يبدو رائعا لدرجة غير واقعية فإن هناك احتمالا كبيرا الا يكون كذلك. وهذا ينطبق بشكل خاص على العروض التي تتطلب منك أن تتصرف على الفور، أو معدلات النجاح الجيدة جدا. يقول دونلي» «إذا قدّم لك شخص ما معدلَ عائدٍ مرتفعا ومضمونا، فاعلم أنه كاذب. واحذر لأنك قد تكون أمام عملية احتيال». عروض البيع التي تقودك الى الاعتقاد بأن العرض متاح فقط لفترة محدودة أو يقتصر على مجموعة خاصة من الناس يجب أن يكون ذلك مؤشر إنذار كبير. وانتبه لأي معلومات تأتي مع العروض المجانية، مثل الندوات التعليمية التي تقدم الغداء أو العروض التي تأتي عبر البريد. وكما يقول والش «لديك ميل لتصديق هذا الشخص والثقة فيه. الشيء الوحيد الذي نقوله دائما عن الوجبات المجانية هو أنك لست مضطرا الى تذوق ما يقدم لك». 5- تمسّك بأموالك إلى أن تكون متأكداً إذا كان لديك أي شك حول أي استثمار، فتحقّق منه جيدا قبل أن تضع أموالك فيه. المجرمون ينفقون المال، لذلك حتى عندما يتم كشفهم واعتقالهم تكون الأموال قد ذهبت».