في أكتوبر الماضي ذكر موقع (روسيا اليوم) دفاع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعية، لاسيما موقع (تويتر) قائلًا: إنه ربما لم يكن ليصل إلى البيت الأبيض لولاه، وفي مقابلة على شبكة «فوكس بيزنس» قال الرئيس: إن بإمكانه تجاوز ما يراها تغطية إعلامية غير عادلة من خلال التحدث بشكل مباشر، وقال في تغريدة له: (عندما يقول شخص ما شيئًا ما عني، أستطيع أن أتحرك سريعًا وأعتني بالأمر.. بخلاف ذلك لن أستطيع التحدث أبدًا).ويستخدم الرئيس الأمريكي وسائل التواصل الاجتماعية اليوم كسلاح فتاك يهاجم به وسائل الإعلام والمعارضين السياسيين وينشر تغريداته بدون تردد وفي أي وقت شاء، ودون الحاجة لعقد مؤتمر صحفي أو الانتظار لدعوة الإعلاميين، وبالرغم من أن هذا الأسلوب له سلبياته وإيجابياته، إلا أنه هو الأسلوب المفضل للرئيس، مما جعل وزير الخارجية السابق (جون كيري) يصف تلك التغريدات بأنها سبَّبت جوا مُدمِّرا من سياسات الفوضى، ويرتبط الرئيس بتلك الوسائل لدرجة لا يمكن أن يستغني عنها أبدًا، مما جعل الصين تلغي الحظر الذي أقامته على تلك الوسائل أثناء زيارة الرئيس الأمريكي لها، ليتمكن من استخدامها في الساعات القليلة التي يزور فيها الصين.مؤخرًا لجأ الرئيس لشن حرب إعلامية مستعرة جديدة على وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنه سيمنح «الكأس الإخباري المزيف» لشبكة التلفزيون الأكثر فسادًا وتشويهًا في تغطيتها للرئيس الأمريكي المفضل عند الشعب، مجددًا انتقاده لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الدولية، متهمًا إياها بنشرها أخبار مزيفة، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي يواجه كبرى القنوات والوسائل الإعلامية في العالم إلا أن سلاحه الفتاك الوحيد في تلك المواجهات يبقى سلاح (وسائل التواصل الاجتماعية وفي مقدمتها «تويتر»).هذا السلاح الفتاك (تويتر)، الذي يستخدمه الرئيس في مواجهته لوسائل الإعلام الأمريكية أسهم في زعزعة الثقة في ذلك الإعلام بدلًا من زعزعة الثقة في الرئيس، فها هي (النيويورك بوست) تشير إلى أن نتائج استطلاعات الرأي هذا الشهر، بالنسبة لمن يرون بأن الإعلام الأمريكي مصدر أمين وموثوق، لم تتجاوز 48%، وبهذا فإن مثل هذه الحرب المستعرة بين الإعلام وبين الرئيس ستسهم في خسارة الإعلام بشكل عام، ولن يتمكن من استعادة ثقة الجمهور مرة أخرى.يومًا بعد يوم تؤكد لنا الأدلة والبراهين بأن وسائل التواصل الاجتماعية اليوم تبقى الوسيلة الأهم ليس على المستوى الاجتماعي فقط بل وعلى مستوى رئيس أقوى دولة عظمى يواجه بها جميع وسائل الإعلام العالمية.
مشاركة :