«الألعاب الشعبية الإماراتية».. محاكاة للماضي برؤية معاصرة

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العين: هديل عادلبينما تتجول بين أجنحته، تسمع صوت خطوات الأطفال المليئة بالحماس والحيوية، وهتافاتهم المرحة، وتستشعر أجواء الألفة والمحبة والبساطة التي كان يعيشها أقرانهم في الماضي، حين كانت الألعاب الشعبية هي الوسيلة الوحيدة للترفيه والترويح عنهم، وكانت رغم بساطتها تغرس في نفوسهم روح التعاون والتكافل والابتكار والانتماء والولاء للأرض والوطن، ومع مرور الوقت أصبحت الألعاب الشعبية تمثل جانباً مهمّاً من الجوانب التراثية، التي يجب الحفاظ عليها وحمايتها والترويج لها، ويحيي معرض «الألعاب الشعبية الإماراتية» الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة في مركز القطارة للفنون بالعين، هذه الألعاب التقليدية برؤية فنية معاصرة، واختار كل فنان من المشاركين في المعرض لعبة واحدة، وابتكر عملاً يجمع بين الخصائص الفنية والتقنية و التقليدية الأصيلة، ليصبح رمزاً لاستمرارية التراث ومرونته. وأبدع الفنانون أيمن زيداني، وأريب مسعود، وروضة الشامسي، وعائشة حاضر المهيري، ومايكل رايس، ومريم السويدي، أعمالاً من وحي ست ألعاب شعبية هي (التيلة وحبيل الزبيل والدسيس والزّبوت والكرابي والمريحانة)، لتعكس ملامح اللعبة ومهاراتها المتفردة.وتتحدث سمية السويدي، مدير البرامج المجتمعية في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عن رؤيتهم للمعرض، قائلة: يقدم المعرض رؤية معاصرة لزمن البراءة والبساطة، من خلال عرض أعمال فنية لفنانين من الإمارات تم تكليفهم بها مسبقاً، استمدوا مواضيعها من أفكار الألعاب الشعبية، وقاموا بتحويلها إلى مجسمات فنية تظهر شكلاً جديداً للتراث الإماراتي، ويوثق المعرض ستة ألعاب شعبية، تمثل الألعاب الأكثر شهرة من بين 182 لعبة كان يمارسها الأطفال قديماً، ويركز المعرض على البعد الإنساني للممارسات الطفولية التي يتشارك فيها جميع أطفال العالم باختلاف ثفاقاتهم، إذ يمكن لمس هذا التقارب في الأعمال الفنية التي أبدعها ثلاث فنانات إماراتيات هن روضة الشامسي، وعائشة حاضر المهيري ومريم السويدي، وثلاثة فنانين مقيمين في الدولة، هم أيمن زيداني، وأريب مسعود، ومايكل رايس.وتتابع السويدي: يعتبر معرض «الألعاب الشعبية الإماراتية» محاولة لإضفاء طابع معاصر على الألعاب التي شكلت وجدان الآباء والأجداد ولا زالت تلهم الكثير منا في الوقت الحاضر.قدمت الفنانة روضة الشامسي عملاً حول لعبة «الدسيس»، وتعني الاختباء أو الاختفاء، وكان يمارس هذه اللعبة البنات و الأولاد الصغار،تقول الشامسي: تحديت نفسي لأعيد تشكيل إحدى الألعاب الإماراتية القديمة بطريقة مبتكرة وباستخدام مواد حديثة، ولم يكن هدفي عند تصميم العمل الذي شاركت به تجسيد الألعاب الشعبية بطريقة عصرية فقط، ولكني حاولت أن أوظف الأشكال والمساحات لأعبر عن الحالة العاطفية التي كان يعيشها الأطفال في الماضي.وشكلت الفنانة الإماراتية عائشة حاضر المهيري لعبة «الزّبّوت» أو الدوامة من الجبس والرمل الأحمر، مستخدمة «الدوامة» في عمل فني متكامل يعبر عن فكرة اللعبة بطريقة مبتكرة، عن تجربتها في المعرض: تقول: بينما كنت أحضر للعمل، استعنت بوالدي ليطلعني على تفاصيل لعبة «الزّبّوت»، ولفتني تفاعله مع الفكرة، وحماسه وهو يصف لي كل ما يتعلق باللعبة، ومتابعته لجميع مراحل العمل، وبالرغم من أنني قدمت أعمالاً فنية مستوحاة من التراث الإماراتي البحري، ولكني أعتبر هذه المشاركة، البداية الحقيقية لي في الغوص في أعماق التراث الإماراتي.وقدمت المصممة الإماراتية مريم السويدي، عملاً حول لعبة «المريحانة» (أو الدرفانة)، التي تعتبر من أكثر الألعاب إقبالاً لدى مجتمع النساء، حيث تلعبها الفتاة والمرأة، وتعتبر من أقدم الألعاب النسائية عند العرب لما تتميز به من حركة وأهازيج غنائية، وعن عملها، تقول: الألعاب الشعبية هي جزء كبير من ماضينا قبل التطور التكنولوجي، ومثل هذه المعارض تعيد إحياء هذا الموروث الشعبي بطريقة معاصرة للجيل الحالي، حيث تعد فرصة لهم للتعرف عن قرب على وسائل الترفيه في الماضي، وعلى الرغم من أن لعبة «المريحانة» لم تكن معلقة بشجرة النخيل، إلاّ أنني أحببت أن أضيف جزءًا من البيئة التراثية لإعطاء صورة جمالية، وقمت باستخدام سعف النخيل وصبغه بلون ذهبي، واستخدام خشب بقصات مشابهة لجذع النخلة، وتعليق «مريحانة» حديثة الشكل.وتقول الفنانة ومصممة المجوهرات والإكسسوارات الباكستانية أريب مسعود: هذه المرة الأولى التي أقدم فيها عمل فني من التراث الإماراتي، ولاشك أنها تجربة مفيدة وممتعة للغاية بالنسبة لي، حرصت خلالها على الدقة في تجسيد الثقافة الإماراتية بمنظوري الفني، وعندما حصلت على المعلومات الخاصة بلعبة «حبيل الزبيل» قمت بترجمتها إلى الإنجليزية، وتواصلت مع دائرة الثقافة والسياحة للتأكد من صحة ترجمتي، وطرحت ما لدي من أسئلة حول ماهية وتفاصيل اللعبة، وبعدها بدأت في تشكيلها.ويضيف الفنان الأيرلندي مايكل رايس: فكرة المعرض جذبتني لها بقوة، وشعرت بأهميتها وخصوصيتها، لأنني من خلالها سأشارك في توثيق إحدى الألعاب الشعبية الإماراتية، وعندما تم تكليفي برسم لعبة «الكرابي»، فكرت في أن العمل المقدم يجب أن يربط الماضي بالحاضر، وتكون لوحتي امتداداً لزمن الأجداد بثوب معاصر يجذب الأجيال الجديدة لها.وشارك الفنان السعودي أيمن زيداني بعمل حول لعبة «التيلة»، وهي عبارة عن كرة زجاجية صغيرة، وتعتبر هذه اللعبة من أشهر الألعاب الجماعية لدى الصبية وأقدمها.

مشاركة :