هل تنفجر فقاعة «بتكوين» بعد ارتفاعها الصاروخي ؟

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد :أحمد البشير ارتفع سعر عملة البتكوين إلى 11 ألف دولار لتصل إلى أعلى مستوى لها في اليوم السادس على التوالي الأربعاء الماضي بعد اكتسابها أكثر من ألف دولار خلال 12 ساعة، ما أثار مخاوف من أن الفقاعة المتورمة سوف تنفجر بشكل مذهل.وبعد ارتفاعها بأكثر من ألف دولار منذ بداية العام، نمت العملة الرقمية بنسبة 15% يوم الأربعاء، ولكن بحلول منتصف اليوم، كانت تتداول العملة عند 9500 دولار بانخفاض قدره 3.7% في بورصة «بتسماب بيت ي سي»، أكبر بورصة لتداول العملات الرقمية وأكثرها سيولة.قال جيمس هيوز، كبير المحللين في شركة «آكسي تريدر»: «كما يعمل الكثير من المتداولين المحنكين، فإن أي سلعة أو عملة ترتفع بشكل صاروخي، تميل إلى الانخفاض بشكل أسرع عندما يحين الوقت المناسب، وهو قريب جداً».وارتفعت البتكوين إلى 10 آلاف دولار، وذلك للمرة الأولى خلال وقت مبكر من التعاملات في الأسواق الآسيوية، قبل أن تصعد بما يزيد على 11 ألف دولار في أقل من 12 ساعة، لتصل إلى حد 11,395 دولار.وأدى صعود البتكوين السريع إلى تحذيرات لا تحصى من أن العملة الرقمية وصلت إلى منطقة الفقاعة. إلا أن هذه التحذيرات لم يكن لها أي تأثير يذكر، حيث دخلت العشرات من صناديق التحوط الجديدة هذا السوق.وقالت شركة «بلوكشين أنفو» البريطانية، التي تعد واحدة من أكبر محافظ البتكوين في العالم، إنها أضافت عدداً قياسياً من المستخدمين الجدد الثلاثاء الماضي، بزيادة قدرها 100 ألف عميل ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 19 مليوناً.وتشير الأدلة إلى أن قلة من المستخدمين يشترون البتكوين لاستخدامها كوسيلة لتبادل العملات، حيث ينظر إليها جل المستثمرين على أنها أداة لتعزيز رأس المال.وقال جاريك هيلمان، الزميل في كلية الأعمال التابعة لجامعة كامبريدج: «إن ما يحدث حالياً ليس له علاقة بوظيفة البتكوين كعملة، بل أصبحت هوساً عالمياً».وكان هيلمان قد ألقى محاضرة في بنك إنجلترا حول مخاطر البتكوين وغيرها من العملات الرقمية، مشيراً إلى أن هذا السوق معرض للانهيار الكامل. وأضاف: «هناك احتمال أن يكون هناك بعض الخلل في أساسيات تشفير هذه العملات الذي قد لا يمكن حله، ما ينتج عنه تلاعب في الأسعار، أو يمكن للمشرعين أن يتحدوا ويقرروا أن هذه العملات سينتج عنها مخاطر تنظيمية قد تؤدي إلى حدوث الأزمة المالية المقبلة».ويرى أبرز مستثمري العملات الرقمية الملياردير مايك نوفوجراتز، أن البتكوين «أكبر فقاعة في حياته»، مشيراً خلال منتدى عقد بكلية هارفارد لإدارة الأعمال في نيويورك في إبريل/ نيسان، إلى أنه قلص استثماراته فيها.وانطلقت عملة البتكوين في العام 2008، وتستخدم نظام تشفير وقاعدة بيانات البلوكشين التي تمكنها من تحويل الأموال بشكل سريع وسري خارج أنظمة الدفع المركزية التقليدية. وتعتمد عملة البتكوين على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في أنحاء العالم التي تتحقق من صحة المعاملات، وتضيف المزيد من عملات بتكوين إلى النظام.وحققت العملة الرقمية مكاسب كبيرة هذا العام بالمقارنة مع العملات التقليدية. وقد تسارع ارتفاعها في الأشهر الأخيرة، حيث أعلنت بورصات مثل «سي إم أي جروب» و«شيكاجو بورد أوبشنز أكسشينج» عن خطط لتداول العقود الآجلة للعملات الرقمية. وقال مصدر مطلع، إن شركة «ناسداك» تخطط لإطلاق عقود مستقبلية تستند إلى البتكوين في العام 2018.ويقول المشككون، إن فقاعة البتكوين ليس لها علاقة بنشاط سوق المال الحقيق أو الاقتصاد، حيث يقول جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورجان»، إن البتكوين «احتيال».لكن حتى مع تشكيك عدد من المستثمرين بما فيهم ديمون بالبتكوين، إلا أن عدداً آخر منهم لا ينكر في أن ارتفاع سعرها قد يزيد أكثر من ذلك، حيث يقول أندرو ميليجان، رئيس الاستراتيجيات الاستثمارية في شركة «ستاندرد لايف»: «لا أحد يعلم كيف سيكون أداء البتكوين خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولا تستبعد أن تصل إلى 100 ألف دولار».وتتداول البتكوين في كوريا الجنوبية بزيادة 12% عن متوسط السعر العالمي، وبلغت ذروتها خلال تعاملات الأربعاء الماضي عند 12,653 دولار، تزامناً مع تجاوز المتوسط العالمي 11 ألف دولار.ويواصل المستثمرون في كوريا الجنوبية تدفقهم إلى سوق البتكوين رغم ارتفاع سعرها في البلد صاحب ثالث أكبر سوق للعملة الرقمية في العالم، وذلك نظراً لانخفاض المعروض وزيادة الطلب مؤخراً. ورغم أن الفارق بين المتوسط العالمي والسعر المحلي في اليابان ليس بنفس القدر المسجل في كوريا الجنوبية، إلا أنه ناهز الألف دولار متفوقاً بذلك على المناطق الرئيسية في الولايات المتحدة.وبالنسبة لصندوق «جداكس» للعملات الرقمية، ارتفع متوسط حجم التداول اليومي للبتكوين 10 مرات هذا العام، و30 مرة على مدى العامين الماضيين، وفقاً لما ذكره رئيسها التنفيذي آدم وايت، الذي يتوقع أن يتضاعف متوسط حجم التداول اليومي 10 مرات خلال ال 12 شهراً القادمة.

مشاركة :