ينبغي على المسلم محاسبة نفسه

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: دعا فضيلة الدكتور محمود عبدالعزيز يوسف إلى اغتنام فترة الشباب في تحصيل العلم والعمل به والمثابرة في تحصيل العلوم النافعة واحترام العلماء وإنزالهم منزلتهم. وقال، في خطبة صلاة الجمعة بمسجد شاهين الكواري بمعيذر، أنه لابد من أن يطابق قول الإنسان عمله وأن يحرص العالم على تبليغ العلم إلى الناس ويكون هدفه من وراء ذلك ابتغاء وجه الله تعالى وانه ينبغي لكل مسلم أن تكون له وقفة فيحاسب فيها نفسه ويراجعها قبل أن تأتي ساعة لا ينفع فيها ندم. واستعرض د. محمود عبدالعزيز قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن. وقال د. محمود إن هذا الصحابي الجليل اجتمع له مجد الصحبة، ومجد القرابة، فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمع له مجد العلم فهو حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم، واجتمع له مجد التقى. فقد كان صواماً بالنهار قواماً بالليل يكثر البكاء من خشية الله ومستغفرًا بالأسحار. حفظ الأحاديث وقال إنه عرف عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفا وستمئة وستين حديثًا ثابتة في البخاري ومسلم وأنه رضي الله عنه لما وضعته أمه حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه بريقه فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت معه التقوى والحكمة قال تعالى (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا) . وأضاف: لقد لازم عبدالله بن عباس في صغره رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يعد له ماء الوضوء إذا همّ أن يتوضأ ويصلي خلفه إذا وقف للصلاة ويكون معه في السفر حتى أصبح كظله يسير معه إذا سار وكان ابن عباس يحمل قلبًا واعيًا وذهنًا صافيًا ويحدث عن نفسه فيقول هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء ذات مرة فأسرعت بإعداد ماء الوضوء له ولما هم بالصلاة أشار إليّ أن قفْ بإزائي، فوقفت خلفه فلما انتهت الصلاة مال علي وقال (ما منعك أن تكون بإزائي يا عبدالله ؟ فقلت أنت أجل في عيني وأعز من أن أوازيك يا رسول الله فرفع يديه إلى السماء وقال اللهم آته الحكمة) وقد استجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فأصبح عبدالله بن عباس من الحكماء والعلماء العارفين فلقب بحَبْر الأمة. وبين أن عبدالله بن عباس سلك إلى العلم كل سبيل وبذل من أجل تحصيله كل جهد فقد بقي ينهل من معين رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال فترة حياته فلما لحق رسول الله بربه تعالى اتجه إلى باقي الصحابة الكرام وأخذ منهم وتلقى عنهم العلم. وسرد الخطيب قصة رواها عبدالله بن عباس عنه نفسه، حيث قال : كان إذا بلغني أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجل من الصحابة أتيت بابه في وقت قيلولة وتوسدت ردائي عند عتبة داره وانتظر حتى يخرج وكان بإمكاني أن استأذن عليه ولكني انتظر حتى يخرج فإذا خرج ورائي قال لي يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلى فآتي إليك؟ فأقول أنا أحق بالمجيء إليك فالعلم يؤتى ولا يأتي ثم أسأله عن الحديث. وذكر أنه من هذا الموقف يتضح لنا مدى احترام ابن عباس للعلم وكيف أنه يعرف مكانة العلماء وخاصة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فالعلماء ورثة الأنبياء.

مشاركة :