صنعاء - دعا حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح السبت اليمنيين في كل مناطق ومحافظات البلاد بأن يهبوا للدفاع عن انفسهم ضد مؤامرة يحيكها الحوثيون الذين وصفهم بـ"الطغاة الجدد". وتجددت المواجهات المسلحة مساء الجمعة في صنعاء بين الحوثيين وانصار الرئيس السابق وذلك بعد فشل مفاوضات بينهما. وقال بيان صادر عن الحزب نشره موقعه الإلكتروني "لقد حانت لحظة ان يقف الجميع صفاً واحداً ويداً واحدة وقلباً واحداً وان يهبوا هبة رجل واحد للتصدي لمحاولات جر الوطن إلى حرب أهلية طاحنة تبدا من العاصمة صنعاء". ودعا البيان اليمنيين في كل المحافظات وفي مقدمتهم رجال القبائل بأن "يهبوا للدفاع عن انفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التي تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الاعداء وينفذها اولئك المغامرون من حركة انصار الله". ومساء الجمعة، تحدث شهود عن اطلاق نار كثيف في جنوب صنعاء دون الاشارة حتى الان الى سقوط ضحايا جدد. كما جرت مواجهات قرب مقر اقامة اللواء طارق صالح وهو قائد القوات الموالية لعمه علي صالح. وسقط ثلاثة قتلى الخميس في المكان ذاته. وقال البيان الصادر عن حزب صالح أن "أنصار الله (الحوثيون) لم يكتفوا بما ارتكبوه في حق المواطنين من جرائم وممارسات ضاعفت من معاناتهم وزادتهم فقراً وبؤساً وجوعاً وحرماناً وفي مقدمة تلك الممارسات والجرائم قطع مرتبات الموظفين لمدة تزيد عن سنة كاملة". وخاطب البيان اليمنيين بالقول "إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية والوحدة". وتابع "نكرر النداء لكل الشرفاء بأن يهبوا للدفاع عن انفسهم ولنجدة الوطن وردع الطغاة الجدد المتعطشين للدم وللقتل وللبطش". وحمل المؤتمر الشعبي العام جماعة الحوثي "كامل المسؤولية عن إشعال فتيل الحرب". وكان طرفا التمرد نظما الجمعة محادثات جديدة سعيا لانهاء الاقتتال بينهما. لكن هذه المفاوضات لم تتح التوصل الى اتفاق بين الحزب والحوثيين. ومساء الخميس نظم عشرات آلاف الحوثيين استعراضا للقوة في صنعاء غداة صدامات مع انصار صالح خلفت 14 قتيلا على الاقل. وهي ليست المرة الاولى التي تسجل فيها توترات بين معسكري المتمردين. ففي آب/اغسطس قتل ثلاثة اشخاص في صدامات بينهما. والحوثيون مدعومون من ايران التي تنفي تقديم اي دعم عسكري لهم. وكان صالح رئيسا لليمن لاكثر من 30 عاما واضطر في 2012 للتخلي عن السلطة اثر تظاهرات احتجاج كبيرة. وخلفه عبد ربه منصور هادي. ومنذ 2014، يشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وشهد النزاع مشاركة السعودية لدعم حكومة هادي على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا وتسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
مشاركة :