الشعبية تنتصر للخطيب وتمنحه مقعد رئاسة الأهلي المصري بقلم: عماد أنور

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

الشعبية تنتصر للخطيب وتمنحه مقعد رئاسة الأهلي المصريأعاد محمود الخطيب نجوم الكرة إلى مقعد الرئاسة بالنادي الأهلي المصري، واكتسح نتيجة الانتخابات التي أجريت الخميس، وأعلنت اللجنة المشرفة نتيجتها رسميا فجر الجمعة، فيما كان اسم الخطيب وحده كافيا لإنجاح قائمته بالكامل، بفارق كبير عن القائمة المنافسة التي يقودها محمود طاهر الرئيس السابق.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/12/02، العدد: 10830، ص(22)]المهمة صعبة القاهرة - في الأول من ديسمبر عام 1988، أعلن محمود الخطيب اعتزال كرة القدم، وفي التاريخ نفسه وبعد 29 عاما، توّج “بيبو” مشواره التاريخي بتولي منصب رئيس النادي الأهلي، ويُعتبَرُ الرئيس رقم 15 في 18 ولاية للنادي العريق منذ انشائه عام 1907. وانتصرت الجماهيرية لقائد الأهلي في فترة الثمانينات من القرن الماضي، وحصد 20956 صوتا مقابل 13182 صوتا لمنافسه محمود طاهر، فيما اكتسحت قائمته نتيجة الانتخابات، وبالتالي يضم مجلس إدارة الأهلي الجديد الذي سيتولى القيادة لأربعة أعوام مقبلة كلّا من العامري فاروق وزير الرياضة الأسبق في منصب النائب (19923 صوتا)، وخالد الدرندلي أمينا للصندوق (21857 صوتا). وفي العضوية فوق السن، جاء خالد مرتجي (22912 صوتا)، محمد الدماطي (21412 صوتا)، رانيا علواني (21017 صوتا)، إبراهيم الكفراوي (21007 صوتا)، طارق قنديل (19642 صوتا)، جوهر نبيل (18760 صوتا)، أما أعضاء المجلس تحت االسن فهم مهند مجدي (19122 صوتا) ومحمد الجارحي (20783 صوتا) ومحمد سراج الدين (19658 صوتا). وجاء فوز الخطيب ليعيد نجوم كرة القدم بالنادي إلى مقعد الرئاسة، بعد أن غابوا لأربعة أعوام مضت، تولى خلالها الرئاسة رجل الأعمال محمود طاهر، فيما سيطر نجوم الكرة على المنصب منذ عام 1980 في عهد الراحل صالح سليم أفضل رؤساء النادي على الإطلاق، وبعده تولى المنصب كل من عبد صالح الوحش وحسن حمدي. في أول رد فعل عقب الفوز وجه الخطيب رسالة شكر إلى أعضاء الجمعية العمومية وجماهير النادي، وقال في تصريحات صحافية إن المسؤولية أصبحت كبيرة وذلك بسبب ما لمسه من حب من الجميع سواء في الشوارع أو من الأعضاء الذين حققوا حضورا تاريخيا بلغ نحو 37 ألف عضو، ولفت إلى أن نجاح قائمته بالكامل زادت المسؤولية على عاتقهم. وتطرق بيبو إلى فريق الكرة، وأوضح أنه لا مساس بالجهاز الفني بقيادة حسام البدري، وهو ما اعتادت عليه إدارة الأهلي بعدم التدخل في شؤون الفريق، وكان حسام البدري قد غادر الأهلي في عهد مجلس حسن حمدي ونائبه الخطيب، ما جعل البعض يتكهن بنشوب أزمة. وتخطى المشهد الانتخابي حدود جدران النادي الواقع في منطقة الجزيرة بالقاهرة، وحُظي بمتابعة ملايين المصريين من عشاق الأهلي، الذين اهتموا بنتيجة الاقتراع أكثر من اهتمامهم بالانتخابات الرئاسية أو انتخابات البرلمان في بلادهم، ولذلك دلالة على أن كرة القدم عموما، والنادي الأهلي بشكل خاص، أيقونة الفرحة والمتنفس الوحيد لدى المصريين.بعد فوز الخطيب أكد لاعبون وجماهير ونقاد أن الأهلي عاد من جديد، بعد السلبيات التي ظهرت على أداء مجلس محمود طاهر وشهدت الشوارع المؤدية إلى النادي زحاما شديدا، بينما عانى الأعضاء من سوء التنظيم وتعرض بعضهم للاختناق بسبب ضيق الممر المؤدي إلى خيمة الاقتراع، وهو ما وجه بعضهم للتصويت ضد محمود طاهر. كما خصصت القنوات الفضائية ساعات طويلة على مدار اليوم لمتابعة الحدث لحظة بلحظة، وزرعت مراسليها حول أسوار الأهلي، فقد كانت متابعة الحدث من الداخل مقتصرة على قناة النادي، وتعامل الجميع مع الحدث وكأنه تغطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، حتى أن البعض من المراسلين قالوا “إن الشعب المصري في استفتاء”، فيما أطلق آخرون على النادي اسم “جمهورية الأهلي”. الأهلي يعود تنفس الملايين الصعداء عقب فوز الخطيب، وأكد لاعبون وجماهير ونقاد أن الأهلي عاد إليهم من جديد، بعد السلبيات التي ظهرت على أداء مجلس محمود طاهر، وكان لنجوم الكرة القدامى دور بارز في نجاح الخطيب، وتواجدوا بجوار رفيق دربهم طوال يوم الخميس، على رأسهم رئيس النادي الأسبق حسن حمدي. وظهر نجم الأهلي المحترف في صفوف النصر السعودي حسام غالي، بجوار أعضاء القائمة ومعه الإعلامي أحمد شوبير ولاعب الأهلي السابق أيمن شوقي الذي حرص على العودة من الولايات المتحدة الأميركية لمؤازرة “بيبو”، فيما حرص اللاعب الشهير محمد أبوتريكة على تهنئة الخطيب وقال عبر صفحته على “تويتر” “مبروك للكابتن الخطيب رئاسة النادي الأهلي، والشكر موصول للمهندس محمود طاهر، وكل التوفيق للفائزين ومواصلة كتابة تاريخ مشرق للنادي”. شعبية كرة القدم قال قائد الأهلي السابق مصطفى عبده، إنه كان لا بد من الحضور إلى النادي للوقوف بجوار صديق عمره، وأضاف لـ”العرب”، أنه لا يمكن أن ينسى أن الخطيب هو من ساهم في صناعة اسمه، وأنه لم يتخيل النادي الأهلي بدون الخطيب، بل إنه لو لم يفز الخطيب لما دخل النادي مرة أخرى. كل ما سبق يؤكد أن شعبية كرة القدم التي يتمتع بها الخطيب، تفوقت على الفكر الاستثماري الذي تبناه منافسه محمود طاهر طوال فترة ولايته، ولم يشفع للأخير أنه نجح في تحقيق مبلغ مليار جنيه (نحو 55 مليون دولار) في خزينة النادي. وجاء ذلك على حساب فريق الكرة، الذي تأثر بسبب بيع بعض اللاعبين المهمين بأعلى سعر، أبرزهم المدافع الدولي أحمد حجازي، الذي غادر إلى ويست بروميتش الإنكليزي، ورمضان صبحي إلى ستوك سيتي الإنكليزي، وتسبب رحيل الأول في أزمة بين الجهاز الفني ومجلس الإدارة، وهي أحد أخطاء مجلس طاهر، لأن الأهلي لم يعهد تدخل رئيسه في شؤون الكرة وترك الأمر برمته للجهاز الفني، على أن تتم المحاسبة إثر نهاية الموسم الكروي. وبالعودة إلى المعركة الانتخابية، فقد تجلى ذكاء محمود الخطيب وأعضاء قائمته التي خاض معظمها تجربة العمل في مجلس إدارة الأهلي، واستهدفت القائمة أكثر من 50 مليون مصري من عشاق النادي الأهلي، بينما اقتصر فكر طاهر وقائمته على أعضاء الجمعية العمومية وهم نحو 138 ألف عضو. ومثلت جماهير الأهلي قاسما مشتركا في نجاح قائمة الخطيب، وكان لها دور بارز في توجيه أعضاء النادي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت الغالبية أن النادي في أمس الحاجة إلى وجود الخطيب، من أجل ذلك قاموا بإنشاء عدة صفحات على موقع “فيسبوك”، وأطلقوا عشرات الهاشتاغات على “تويتر”، ونجحوا في إدارة المعركة من خلف الشاشات ولوحات المفاتيح.

مشاركة :