دعا عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله"، حليفه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، إلى "الكف عن التهوّر اللامسؤول والتصرف الذي لا مبرر ولا داعي له"، تعليقاً على تجدد الاشتباكات اليوم السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2017 بين قوات الطرفين في العاصمة صنعاء. وفي الوقت ذاته، دعا "صالح" من جانبه، الجنود والضباط "المستبعدين" إثر هيكلة أجرتها الحكومة الشرعية، إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة نحو التصعيد ومواجهة "الحوثيين". ووصف "الحوثي" في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أحداث صنعاء بأنها "اختراق نجح فيه الأعداء في التأثير على أصحاب القرار هناك وانزلقوا إلى هذا المنعطف الخطير"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال زعيم الحوثيين "أناشد رئيس حزب المؤتمر (صالح) بأن يكون أعقل وأنضج وأرشد من تلك المليشيات (قوات صالح)، وأن يتفاعل إيجابياً مع جهود إيقاف الفتنة". وأضاف "أحذر بجد من الاستمرار في هذا المسار التخريبي، وأدعو الدولة لتحمل مسؤولياتها لفرض الأمن والاستقرار". كما دعا المواطنين إلى "التحلي بالمسؤولية والانضباط والحفاظ على أمن واستقرار العاصمة، وأن لا يستجيبوا للدعوات الدموية والتحريضية التي تحاول نشر التخريب والفتنة والفوضى في العاصمة صنعاء وغيرها"، في إشارة لبيان سابق لحزب صالح يدعو المواطنين للدفاع عن أنفسهم. من جانبه دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح اليوم السبت، الجنود المنتمين للوحدات العسكرية الموالية له والذين سبق استبعادهم، إلى العودة لمعسكراتهم، في رسالة ضمنية لمواجهة مسلحي "الحوثي". وقالت قناة "اليمن اليوم" المملوكة لصالح، إن الرئيس السابق "وجه نداءً لضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن (ممن استبعدوا جراء هيكلة أجرتها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإقصاء الحوثيين) بالعودة إلى أعمالهم ومعسكراتهم". وكان العشرات من هؤلاء الجنود والضباط قد اتجهوا إلى مهن أخرى، ورفضوا الدخول في الحرب التي تشهدها البلاد بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى. واقتحم مسلحون يتبعون فصيل "الحراك الجنوبي" اليوم السبت، مبنى وزارة التربية والتعليم في محافظة عدن جنوبي اليمن. وقال مصدر في وزارة التربية للأناضول، إن (مسلحين تابعين للحراك الجنوبي، الداعي لانفصال "جنوب" اليمن عن "شماله"، اقتحموا اليوم مبنى الوزارة الواقع بمدينة الشعب، بمحافظة عدن). وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لمخاوف أمنية، أن المسلحين رفعوا علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (دولة الجنوب)، على مبنى الوزارة وأنزلوا علم (الجمهورية اليمنية). وكان رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، قد افتتح الأسبوع الماضي مبنى وزارة التربية والتعليم، وذلك ترجمة للجهود الحكومية لاستعادة وتفعيل العمل في مؤسسات الدولة الشرعية. ويطالب الحراك الجنوبي بانفصال جنوب اليمن عن شماله، على خلفية مطالب وشكاوى من "التهميش" و"الإقصاء"، سرعان ما تطورت إلى المطالبة بالانفصال وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تحقيق الوحدة اليمنية 1990. وفضلاً عن دعوات الانفصال الجنوبية، تدور في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حرب تسببت في تردي الأوضاع المعيشية في أحد أفقر البلدان العربية.
مشاركة :