وصف متابعات : أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن مساء الخميس أن شركات الطيران العربية والأجنبية قررت تعليق رحلاتها إلى صنعاء 24 ساعة، نظرا للمستجدات التي تشهدها العاصمة. يأتي ذلك بعد تصاعد حدة المواجهات بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي في صنعاء، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وأفاد مراسل الجزيرة في اليمن أن نحو سبعين من عناصر جماعة الحوثي قُتلوا واعتُقل عشرون آخرون إثر الاشتباكات التي دارت في شارع الثلاثين وتبة صادق الأحمر في أطراف صنعاء. كما قُتل خمسة عشر جنديا وأصيب عشرات في اشتباكات في شارع الستين في العاصمة. قصف مبنى التلفزيون وفي صنعاء أيضا، قصف مسلحون حوثيون مبنى التلفزيون اليمني في منطقة الجراف بمختلف الأسلحة الثقيلة. وأدّت مواجهات في محيط مبنى التلفزيون إلى مقتل جنديين من الجيش وأكثر من عشرين من جماعة الحوثي، في وقت عزز فيه الجيش اليمني قواته لتأمين المبنى. وناشد المذيع بقناة اليمن الفضائية جميل عز الدين جميع المنظمات والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل, لإيقاف القصف الذي يتعرض له مبنى التلفزيون. من جهته قال الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج في اتصال مع الجزيرة إن النقابة تحمّل جماعة الحوثي المسؤولية عن سلامة زملائهم العاملين في التلفزيون. ويضم مبنى التلفزيون ثلاث قنوات رسمية هي فضائية اليمن، وقناة سبأ، وقناة الإيمان، وتقعُ على مقربة منها القناة التعليمية. كما هاجم مسلحون حوثيون نقطة تفتيش عسكرية قرب المطار. وأوردت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي عقد اجتماعا استثنائيا مع اللجنة العسكرية والأمنية العليا لبحث التطورات الأمنية في العاصمة. من جهته، قال عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ نتائج الحوار الوطني، رياض ياسين، إن الحوثيين يقودون عملية انقلابية واضحة للإطاحة بالرئيس هادي وضد نتائج الحوار الوطني. وأضاف ياسين في لقاء مع الجزيرة أن هناك تكاتفاً بين الحوثيين وقوى أخرى على رأسها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تريد العودة إلى السلطة مرة أخرى. من جهة أخرى، نفى مصدر في مكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح ما قال إنها معلومات تناقلتها قناة الجزيرة وبعضُ القنوات الفضائية ومواقعُ إلكترونية عن استمرار تحكم الرئيس المخلوع في بعض قادة الجيش. وعبّر المصدر عن أسفه لما سماها التصريحات التي تفتقر للمصداقية والموضوعية وتتضمّن تصعيدا غير مبرر، على حد تعبيره. وأشار إلى أن صالح سلّم السلطة والحكم والجيش أمام العالم ولم تعد له أي علاقة بها. وأضاف المصدر أن الرئيس هادي غيّر كل القادة العسكريين، ودعا الجميع لتحمل المسؤولية وعدم التهرب منها وتحميلها لآخرين. وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة في صنعاء بأن الرئيس هادي عقد لقاء مصارحة مع شخصيات سياسية يمنية، تحدث لهم فيه عن الدور الإيراني في البلاد، واستمرار وجود تشكيلات عسكرية لا تزال تتلقى أوامرها من الرئيس المخلوع. وأوضح مدير مكتب الجزيرة في العاصمة اليمنية سعيد ثابت أن هذه الاعترافات من طرف هادي ربما تفسر انسحاب مجموعات من الجيش من أماكنها في الآونة الأخيرة ليبقى الطريق مفتوحا أمام الحوثيين الذين دخلوا العاصمة. في غضون ذلك، أنهى مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر في محافظة صعدة (شمال البلاد) محادثاته مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي التي كان بدأها الأربعاء، وذلك للدفع نحو التوصل إلى اتفاق تسوية يجنب البلاد الحرب الأهلية. وأشارت الأنباء الواردة من هناك أن اللقاء انتهى دون نتائج.
مشاركة :