تعود صحراء الدهناء أو ” الصياهد الجنوبية ” التي كانت إحدى مناطق ملتقى الطرق التجارية من شرق الجزيرة العربية إلى غربها والعكس، مجدداً لواجهة الحياة عبر أضخم تجمع بري، وذلك في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل المزمع إقامته في الـ 14 من شهر ربيع الآخر المقبل؛ لقربها من العاصمة الرياض ” 90 كيلو متراً إلى الشمال الشرقي ” ولاستواء أرضها وصلاحيتها لمهرجان الإبل. وتتجدد المنطقة بلباس يلتقي فيه روح التراث وأفق الحضارة لتكون وجهة سياحية واقتصادية ورياضية وترفيهية جديدة من خلال المهرجان الذي يحظى بحضور ومتابعة الملايين من السعوديين والعرب عموماً. ويعرّف الصيهد من الأرض بأنه الرمل المستوي الذي تكثر فيه الأعشاب الحولية وتتكون من أرض متموجة يختلط فيها الرمل بالحصى، والدهناء هي أقرب البحار الرملية للحواضر وأبرزها ذكراً في الأدب العربي لتوسطها ومرور طرق التجارة والحج بها، ولسهولتها النسبية. ويطلق على الشريط الرملي الممتد من النفود إلى الشرق من نجد على هيئة قوس والمتجه إلى رمال الربع الخالي اسم الدهناء أو النفود الصغير وهي ثالث تكوين رملي بحسب تقرير صادر عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، ذكرت فيه أن الصحاري تشكل ثلث مساحة المملكة، وتشمل الربع الخالي والنفود الكبير والدهناء. ويغلب على صحراء الدهناء اللون الأحمر؛ لاحتوائها على أكسيد الحديد، وتندمج بالرمال الحمراء أودية كبيرة، تتشكل منها بعد هطول الأمطار تجمعات مائية تتحول بعد جفاف مائها إلى روضات غنّاء كروضة التنهات وروضة خريم. وتحتل الرمال حيزاً واسعاً في وجدان السعوديين، ومع دخول موسم الشتاء تصبح الصحراء ملاذاً واسعاً مع صفاء السماء وإيقاع ضوء نار الأرطى وفوقها القهوة العربية. وتعد الدهناء عاصمة شجرة الأرطى؛ مرعى للإبل لكثرتها وانتشارها فيها، وهي مثبت للتربة وكذلك حطبها جيد. وقبل أن يقف زوار المهرجان وعشاق السياحة البرية وتجار الإبل في الدهناء، وقف قبلهم الشعراء عند تلك البقاع فأعطوها بعداً ثقافياً في الخيال العربي وأمدوها بتوهج في الذاكرة والوجدان حتى غدت مضرب الأمثلة، قالت العرب: إذا أخصبت الدهناء أخصب العرب. وتحولت الصحراء في المملكة، اليوم إلى مصدر اقتصادي مهم، حيث تنشط تجارة بيع اللوازم البرية ويرتفع الطلب على وسائل التخييم في الصحراء، ولوازم الرحلات.
مشاركة :