حمزة عليان| أحد النقاد والمتذوقين للموسيقى، علَّق على ما شاهده في الحفلة التي أحياها المايسترو أندريه الحاج في الأسبوع الثقافي الكويتي – اللبناني، الأسبوع الماضي بقوله «يمكنك أن تسد أذنيك وتسمع الموسيقى من خلال حركات جسمه». إشارة إلى الحيوية التي يتمتع بها وقدرته على القيادة ومن ثم التعبير عنها، ومن هنا كان «وجهاً في الأحداث». ● كان عازف كمنجة ثم أصبح مايسترو، خرج من قلب الاوركسترا الوطنية اللبنانية ولم يهبط عليها من فوق، أو لكونه اكاديميا فقط، بل احد ابنائها الذين تفوقوا بالاداء بحيث جمع بين الخبرة العملية والدراسة الجامعية، ليصعد السلم درجة درجة ويتبوأ قيادة الاوركسترا ويكون الرجل الثاني الذي يديرها بعد الاستاذ وليد غلمية. ● استفزه كثيرا استبعاد الموسيقى اللبنانية في اول امسية احيتها الاوركسترا عام 2000، ومن يومها بدأ حلمه الكبير ينضج، كيف نستبدل القوالب الموسيقية الوطنية بأخرى تركية ومصرية.. وكان له ما أراد. ● خطا باتجاه الانفتاح نحو المجتمع، نقل الاوركسترا الى بيوت الفنانين والمطربين الكبار، حبب الناس بموسيقاها، وعمل على رفع مستوى الذوق العام، وقام بمبادرة غير مسبوقة عند توليه القيادة بأن وضع اول خطة موسيقية التزم بها وجعلها قاعدة يبني عليها اعماله. ● اوركسترا اندريه الحاج تشبه الفنانين المبدعين بأصواتهم وحضورهم، فقد أقام عددا من الامسيات والحفلات بمشاركة سمية الخليل وجاهدة وهبي وريما خشيش وكارلا رميا وعبير نعمة وجوزيف عيسى، ليخلق انسجاماً وتجانساً بين الصوت واللحن الاوركسترالي. ● قدم نموذجاً من الأوركسترا العربية، وبالصورة التي يراها، بحيث جمعت بين مستويين أو خطين الغربي والعربي، مستخدماً كل الأنماط الموسيقية، فعبدالرحمن الباشا ــ على سبيل المثال ــ ابن الموسيقي الكبير توفيق الباشا، عندما أدى قطعة موسيقية مع أندريه الحاج قال «أول مرة بحس بروح والدي». ● استعان بآلات من الأوركسترا الغربية، وأثبت مهارة فائقة كعربي أنه قادر على أن يتكلم بلغات الأوركسترا العالمية، وبالتالي إيصاله رسالة مفادها «هكذا يمكن أن تكون الأوركسترا العربية»، ومن يحضر له حفلة سيخرج بجملة تتردد على المسامع «نسمع أوركسترا شكلها غربي، لكنها بروح عربية». ● يؤمن بأن الآلة لا تتطور إلا بالتأليف، وعليه يستلزم فتح الأبواب لهؤلاء كي يعبروا عن أفكارهم، وبات بالإمكان إيجاد بيئة مناسبة للفكر الموسيقي، تخرج من رحم الأوركسترا. ● يعتبر أن أهم مدرسة بالعود هي المدرسة العراقية، لأنها بالأساس مدرسة موسيقية، في حين أن المدرسة المصرية تغلب عليها صفة «المدرسة الصوفية والغنائية»، لذلك يرى أن المنافسة قائمة مع مصر وسوريا في الموسيقى العربية. ● قبل عام 1957 كان اللحن السائد في لبنان ذا طابع مصري، بعدها جاء ما يسمى بــ«عصبة الخمسة» لتطلق ثورة جديدة في الموسيقى، وتتشكل الهوية اللبنانية وهم: الأخوان رحباني، توفيق الباشا، توفيق سكر، عبدالغني شعبان، وزكي ناصيف الذي كان أحد الأسماء التي رسخت تلك الهوية من خلال قيادته للأوركسترا الوطنية. ● يبدي قلقا بالغا وتحسرا على غياب مسرح موسيقي فقط، فهذا النوع من الجمهور في العالم العربي يكاد يكون نادراً وعدده محدود، لذلك كان لا بد من تطعيم الأوركسترا بأصوات غنائية لكي تنجح، فالكلمة عند العرب لها وقع مؤثر وفعال، بعكس الأوروبيين. ● قاد انتفاضة موسيقية، إن صح التعبير، وبذل جهودا متواصلة من أجل فتح الأوركسترا على كل مجالات التأليف، وعنده ان هذا النوع من العمل الموسيقي المحلي وجد لكي ينتج موسيقى، لكنه للأسف لم يحقق الهدف المرجو منه.. فالأوركسترا بالأساس وجدت لتؤدي موسيقى فقط. النشأة نشأ في بيت موسيقي، فوالدته تلعب على آلة غربية (الأكورديون)، وعندما صار في عمر الشباب، وعى على صوت والدته وهي تغني إلى جانب خالاته اللواتي يؤدين الغناء أيضا، تعلم على آلة العود ولم تفارقه بل كانت ملازمة له طوال حياته بناءً على وصية والدته. التأسيس تأسست الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية عام 2000 على يد رئيس الكونسرفتوار السابق الدكتور وليد غلمية، وقاد أولى أمسياتها ليلة 28 يوليو 2000 في قاعة الأونيسكو في بيروت وبقي يقودها حتى وفاته عام 2011. أوركسترا جامعية كان أول من يقود أوركسترا للطلاب العازفون فيها من جامعة الكسليك عام 2005، قبلها قاد «أوركسترا المتن» نسبة إلى المنطقة الجغرافية التي ولد وعاش فيها. السيرة الذاتية ● أندريه الحاج ● مواليد 1967/1/3 (عينطورة ــ المتن) لبنان. ● انتسب إلى المدرسة الموسيقية للعلوم التقنية (جونيه). ● نال شهادة الدبلوم بآلة العود والماجستير بالعلوم الموسيقية من جامعة الكسليك 1988ــ1991. ● تتلمذ بالعزف على العود على يد الأستاذ فؤاد عواد. ● أصدر كتابين من مؤلفاته للتدريس حول آلة العود مع مجموعة من الموسيقيين (2009). ● مارس مهنة التدريس في جامعة الكسليك عام (1989 ــ2009). ● عازف كمنجة، وأستاذ بتدريسها لمدة خمس سنوات. ● انضم في عام 2000 إلى الأوركسترا اللبنانية للموسيقى الشرق ــ عربية كعود أول. ● أنتج عملين موسيقيين بعنوان «موسيقى بس» عام 2004 و«أماكن» عام 2009. ● عين عميداً لآلة العود في المعهد الوطني العالي للموسيقى (2008ــ2011). ● تعلم قيادة الاوركسترا من سلفه الاستاذ وليد غلمية وتسلم مهام الإدارة الفنية والقائد الرئيسي في الاوركسترا الشرق ــ عربية عام 2011. ● حاز عدة دروع وجوائز تقديرية. ● قاد الاوركسترا الوطنية في عدة مهرجانات وحفلات داخل لبنان وخارجه. النشاط السنوي أقامت الأوركسترا الوطنية في عهده نشاطاً ملحوظا، فقد أحيا 15 أمسية على مدار السنة و36 حفلة. علاقته بوليد غلمية علاقته بمؤسس الأوركسترا اللبنانية الأستاذ وليد غلمية، أكبر من علاقة الاستاذ بتلميذه، فهو يدين بالفضل له واعطائه الفرصة لأن يأخذ دوره في القيادة. فقد ارتبط معه بعلاقات وثيقة وطلب منه التدريس بالمعهد عام 1995، لضخ دماء جديدة، وكان لصيقا به طوال الفترة التي عمل فيها كعازف كمنجة وكعازف عود، وفي عام 2009 استدعاه ليتعلم منه دروسا في قيادة الاوركسترا الى أن توفاه الله عام 2011.
مشاركة :