انتفضت صنعاء أمس بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الميليشيات الحوثية في تحول كبير في مسار الأزمة يحمل أبعاداً استراتيجية، كون هزيمة الحوثيين ستشكل هزيمة مباشرة لإحدى أذرع إيران في المنطقة. واندلعت اشتباكات هي الأعنف بين حليفي الأمس قوات صالح وجماعة الحوثي التي انهارت في أحياء عدة في العاصمة، وخسرت مواقع حيوية، بالإضافة إلى خسارتها محافظات إب وذمار وريمة وحجة ومحويت. ودعا صالح من التلفزيون أمس الشعب اليمني إلى «الانتفاض» ضد الحوثيين، ووصفهم بـ«الميليشيات التي عبثت بمؤسسات الدولة»، وطلب من دول التحالف بقيادة السعودية وقف الحرب، متعهّداً بفتح «صفحة جديدة» معها. وسارع «التحالف» إلى تلقف كلام صالح إيجاباً، حيث رحّب باستعادة حزب المؤتمر «زمام المبادرة»، معرباً عن ثقته بأن زعماء الحزب سيعودون إلى «المحيط العربي». في المقابل، سجل ارتباك لدى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي اضطر إلى الخروج على الإعلام مرتين، إذ دعا في الصباح صالح إلى التعقل، وعاد مساء ليعلن «أننا نمر بمحنة»، وليشن هجوماً قوياً على الرئيس السابق، متهماً إياه بالخيانة، وواصفاً قوات المؤتمر بأنها ميليشيات إجرامية.