تحدث العقيد طلال سلو عمن وصفها «الشخصيات الحقيقية» التي ترأس «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في سورية خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «الأناضول» التركية عقب انشقاقه ودخوله تركيا. وقال سلو أمس أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تدير «قسد» من طريق القيــادي شاهين جيلو الذي يرأســــها إلى جانب مساعده «قهرمان» وهو أحد قيادات «حزب العمال الكردستاني» المحظور. وأضاف: «كنا نجد في كل مكان نقاط تفتيش ومراقبة سواء في المحكمة أو المجلس المدني أو الصحة، وكان لا بد من وجود عنصر من حزب العمال الكردستاني في الأقل في هذه الأماكن». ورداً على سؤال عن دور شاهين فرهاد عبدي الملقب بـ «شاهين جيلو»، أنه بعد إعداد قائمة الأسلحة المطلوبة كان جيلو يرسلها إلى الأميركيين، ويحظر ظهورها على وسائل الإعلام، وكان التكتم شديداً على نوع الأسلحة. وترك سلو من منصبه، في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل «الجيش الحر» شمال حلب. إلا أنه لم يظهر في الإعلام منذ ذلك الوقت، وتضاربت الأنباء حول نقله إلى تركيا، والتنسيق مع «الجيش الحر» للانشقاق، في وقت قال بعض المطلعين أنه نسق مباشرة مع الاستخبارات التركية. ولم يعرف ما إذا كان العقيد توجه إلى تركيا تحت ضغوط من أنقرة، أو أن ذلك كان بإرادته. ولم يكن سلو من أصحاب القرار، وفق قوله، وأوضح أن السلطة كانت بيد شخص يسمى «الحج أحمد خضرو» وهو من قيادات «حزب العمال الكردستاني»، وأسس «قسد» مع القيادي شاهين جيلو. وأشار إلى أن السلاح المقدم من أميركا كان يرسل إلى «قسد» قبل التشكيل والتسمية. وقال أن «المكون الأساسي هو الكردي، والقيادة الأساسية التي تمتلك كل القرارات هي قيادة حزب العمال الكردستاني». وكشف عملية تهريب عناصر من تنظيم «داعش» إلى خارج المناطق التي تسيطر عليها «قسد» من خلال تعاون بين القيادة الأميركية والقيادي شاهين جيلو. ويعتبر جيلو من أبرز قيادات «حزب العمال الكردستاني» ويلقب بـ «مظلوم»، وهو عملياً القائد الفعلي لـ «وحدات حماية الشعب الكردية»، والقائد الأول للساحة الكردية في سورية. واعتبر سلو أن «أميركا هدفها أولاً إيصال السلاح والدعم العسكري إلى حزب العمال الكردستاني، وأن تظهر بصورة المنتصر بأنها قضت على الإرهاب في الرقة». ووفق سلو، كان العسكريون العاملون ضمن «قسد» يوقعون في المراحل الأولى على تسلم الأسلحة، لكن جميعها كانت تذهب إلى شخص يدعى «صفقان» وهو من كرد تركيا وأحد قياديي «حزب العمال الكردستاني. وأشار إلى أن الأمر مستمر حتى الآن، مضيفاً: «سلموا جميع الأسلحة خلال عملية منبج لشخص عربي الأصل يدعى عدنان أبو أمجد (على الورق) وكانت هذه خطوة متعمدة، لكنها كانت عبارة عن مسرحية». وحدد أعداد مقاتلي «قسد» في شكل تقريبي بحوالى 50 ألفاً بين مقاتل ومقاتلة، وأكثر من 70 في المئة منهم هم «وحدات حماية الشعب»، ثم تأتي بقية المكونات. أما عن المكون التركماني فأوضح سلو «كنا عبارة عن فصيل صغير بقيادتي أنا، ضمن قرية حمام التركمان، ويضم حوالى 65 مقاتلاً، وكان هناك طرح من قبل إدارة حزب العمال الكردستاني، بخاصة من قبل شاهين جيلو، أن يكون هناك اسم فقط وفي شكل رمزي». وقال أن المجلس العسكري السرياني يضم حالياً حوالى 50 عضواً. وبالنسبة إلى المكون العربي، أشار سلو إلى «عدد كبير»، غير أنه في الفترة الأخيرة لم يكن يشارك. وتوجد ضمنه «قوات الصناديد» من عشيرة شمر وقائدهم الشيخ بندر، غير أنه نتيجة لتهميشه من جانب حزب العمال الكردستاني اتخذ موقفاً سلبياً تجاه «قسد»، وفق ما نقلت وكالة الأناضول عن سلو. وتحدث عن رواتب المقاتلين قائلاً أنها تتراوح بين 170 و200 دولار شهرياً. وقال سلو أن القادة كانوا من دون رواتب، لكنهم يكسبون الأموال من التهريب والرشى، و «أنا كنت أتلقى راتبي مباشرة من شاهين جيلو بآلاف الدولارات لذلك كان وضعي جيداً للغاية». أما المسلحون فكـــانوا يتـــقاضون الرواتــــب بالليــــــرة الســـورية، فيـــما كان الفريق القــــيادي لحزب العـــمال الكردستاني من دون رواتب لكن جميع طـــلباته كانت تـــلبّى، وفــــي وقت لاحق ظهـــرت حالات الفـــساد.
مشاركة :