قصة مطعم مصري تحوّل إلى «وطن مصغر»

  • 12/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحوّل عمرو المعداوي -وهو من رموز الجالية المصرية في الدوحة- إلى «نجم شباك» مؤخراً، بعد أن فاجأ الجميع بإعلان افتتاح مطعم للأكلات الشعبية المصرية تحت اسم «السوستجية». المفاجأة تكمن في عدم وجود رابط بين عالم الطبخ والأزياء (المهنة الأصلية لعمرو)، كما تبدو متعارضة مع نهوضه بالجهود الخدمية الإنسانية في محيط الجالية، وقد تحول المطعم إلى وطن مصغر لأبناء الجالية.«لا أجد صراحة أي تعارض بين وظيفتي في عالم الأزياء وافتتاح مطعم مصري»، هكذا بادرنا عمرو في بداية الحوار داخل عالمه الجديد (المطعم)، وقال: «الأزياء مهنتي.. أما المطبخ فهو هوايتي المفضلة منذ كنت صغيراً، وطوال 11 قضيتها في بيروت و6 سنوات في الدوحة، لم يتوار هذا الحلم يوماً حتي رأى النور أخيراً».. إلى الحوار: بداية، متى بدأ ارتباطك بعالم الطبخ؟ ولماذا تحولت من الهواية إلى الاحتراف؟ ¶ الغربة لسنوات طويلة جعلتني أعتمد على نفسي في إعداد الطعام، وكنت أجد رغبة كبيرة في تجهيز وجباتي اليومية، وإعداد أنواع الأكلات كافة بسعادة كبيرة، خصوصاً مع الإشادة المتكررة من أصدقائي، حتى لقّبوني بـ «الشيف»، وطالبوني مراراً بافتتاح مطعم، حتى أستفيد منه في مواهبي بالطبخ. وحقيقة، لو لم أكن مصمم أزياء لوددت أن أكون طباخاً. هل وجدت صعوبات في استخراج موافقات المطعم؟ ¶ خلال السنوات الثلاث الماضية، كنت أدرس خطواتي جيداً، حتى قررت بالفعل افتتاح مطعم مصري. ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، فخلال أقل من شهرين تحوّل المشروع من ورق إلى كائن حي، يراه الناس، ويتفاعلون معه، ويستمتعون بالتواجد فيه، وتناول الأطباق المتنوعة المصنوعة بـ «تَكّة مصرية». ولعل السبب في سرعة إنجاز المشروع يكمن في أنني قمت بتغيير السجل التجاري للمنشأة، وكانت لمطعم قديم، استبدلته باسم «السوستجية». هل توجد علاقة بين اسم المطعم و«جروبات» (جت في الستوستة) المصرية المنتشرة بين جالياتها في أنحاء العالم؟ ¶ بالفعل، اخترت هذا الاسم بعد مشاورات مع الأصدقاء في «الجروب» الأصلي. ولم أجد أي صعوبات في تسجيل الاسم تجارياً. وللحقيقة، لست صاحب اختيار هذا الاسم، الذي جاء باقتراح من زميل كان متعاوناً معي أثناء بدايات المشروع، وقوبل بترحيب كبير من الأصدقاء والمقربين، خاصة أنه قريب إلى الذهن وله إيقاع مختلف، ويعبّر عن معاني «الجدعنة» لدى المنتمين إلى «جروبات السوستجية»، الذين يُعرف عنهم المبادرة و»الجدعنة» والحرص على مساعدة الغير. ألا ترى أن تسمية المطعم بهذا الاسم ربما تقصر رواده على فئة الشباب دون باقي الفئات؟ ¶ المطعم مفتوح للجميع، ولا يوجد أي تصنيف للزبائن، وهم من العائلات والشباب من الأعمار كافة. والأهم عندي شعار آخر أو «تيمة» أخرى أحرص على ترسيخها في ذهن الزبائن وأطقم العمل بالمطعم من الطباخين، وهو «الركّ ع التَّكَة»؛ لإظهار التميز، والتأكيد على تقديم الأكل المصري بمذاق متميز. حدثنا عن الأطباق المقدمة لديكم في المطعم. ¶ يوجد 20 طبقاً متنوعاً بين المشوي، والمقلي، والمطبوخ، والطواجن. ومؤخراً، قمنا بإدخال طبق جديد، هو « فواكة المدبح»، ويحظى بأفضلية كبيرة لدى الزبائن، حتى صار في وقت قصير الطبق الأكثر طلباً، خاصة أنه يُقدّم وسط أجواء مصرية خالصة، ولم يكن متوافراً في أي من المطاعم الأخرى الموجودة في الدوحة، ويحرص الكثيرون على طلبه لاستعادة أجواء ومذاق المطاعم الشعبية المصرية. بالطبع توجد لديك خطة للتوسع في المطعم لاستيعاب الطلب المتزايد من الزبائن؟ ¶ بالفعل، هي الخطوة التالية، ولكني لست متعجلاً، ولن أتوسع قبل الوصول إلى درجة من التميز في هذا المجال، وبناء سمعة كبيرة في السوق، وما يعنيني صراحة هو تقديم المطبخ المصري بطريقة تليق بالمذاق المصري الأصيل الذي يعتمد على «التَّكّة»، وهي بمنزلة علامة التميز والجودة. ماذا عن انطباعات الزبائن؟ ¶ أحرص على معرفة السلبيات وأوجه القصور حتى أتلافاها سريعاً، ولإرضاء الزبائن، حتى يعودوا إلى المطعم، وأن يصبح خياراً مفضلاً لديهم. أما في ما يتعلق بالإيجابيات، فإنها ترضي غروري نسبياً، وتشعرني بالاطمئنان، ولكن ما زلت أحلم بالكثير، وتقديم الاكلات المصرية كافة، وأن يجد كل زائر ما يريده. ماذا عن الجديد في قائمة الوجبات لديك؟ ¶ قدّمت مؤخراً البط المحشي بورق العنب، والتيس المحشي بورق عنب أيضاً، وأشاد الزبائن بهذين الطبقين كثيراً، وطالبوا بتقديم الجديد، ولكني أتحرك بإيقاع هادئ؛ حتى أقدّم الأكلات الجديدة بطريقة جيدة دون تعجّل؛ حتى لا أخسر الزبائن. البعض يرى أن الأسعار تحتاج إلى مراجعة.. ما رأيك؟ ¶ الأمر يتوقف على جودة وسعر المنتج الذي أقدّمه مطبوخاً، وأنا مؤمن بأن الخامات الجيدة تسهّل مهمتي في الطبخ، وتقديم أطباق متميزة المذاق. ولو تعاملت بسهولة، وبخامات أقل، وربما بأسعار أقل، قد أرضي الزبائن، ولكني في النهاية لن أقدّم المذاق المطلوب، وبالتالي لن أكسب ثقة الزبائن. هل تحضّر لجديد يمكن أن تفاجئ به محبي «السوستجية»؟ ¶ بالفعل، خلال أيام سوف أذيع أغنية مصورة في مواقع التواصل الاجتماعي كافة، عن المطعم وما يقدّمه من أصناف ووجبات، من باب الدعاية، وحتى تكون قائمة الطعام في ذاكرة الزبائن يحفظونها بسهولة، وأطمح صراحة في أن يكون المطعم جزءاً من المطبخ المصري الأصيل ذي النكهة المتميزة والمتفردة. ختاماً.. يرى البعض جهودك تراجعت كثيراً في خدمة أبناء الجالية المصرية مؤخراً. ¶ بالفعل، نسبياً، وبصورة مؤقتة.. ما أريده هو أن يستقر المشروع خلال هذه الفترة قبل أن أعود إلى خدمة الجالية، ولا تنس أن نجاح المطعم سوف يوفر مزيداً من الوقت والإمكانيات مستقبلاً للمساهمة في تقديم ما يحتاجه أبناء الجالية من دعم ومساندة.;

مشاركة :