قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة لشؤون الخارجية، أمس السبت، إن قطر حاولت إجراء وساطة لإنقاذ الحوثيين. وكتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الوساطة القطرية لإنقاذ ميليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح، لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي. وتابع «انتفاضة صنعاء واليمن صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المضللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني». في محاولة جديدة للخروج عن الصف العربي والانحياز لحليفتها إيران، تدخلت قطر خلال الساعات الماضية بعرض وساطة على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لوقف القتال ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، وذلك بعدما انتزعت القوات الموالية لحزب المؤتمر السيطرة على مفاصل صنعاء ومبانيها الحيوية من قبضة مقاتلي الحوثيين.العرض القطري الذي قدمته الدوحة لإنقاذ حليفتها إيران، قابله صالح بالرفض داعياً دول التحالف العربي إلى فتح صفحة جديدة للحوار، في خطوة لتوحيد الصف اليمني، والتصدي للمؤامرات القطرية-الإيرانية التي تحاك منذ سنوات في هذه المعركة.وفيما يبدو أن إنهاء التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية مشاركة الدوحة في العمليات منذ 5 يونيو الماضي بسبب مساعيها لنسج علاقات سرية مع الحوثيين، وإمدادهم بالدعم المادي والمعلوماتي، دفع الدوحة لتسلك طريقا آخر، للتواطؤ على العرب، حيث كشفت مصادر عن تحرك جديد تقوده قطر في اليمن. وبحسب «سكاى نيوز» قالت المصادر إن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض مساعي حثيثة بذلتها قطر لإنقاذ الحوثيين بعد أن تمكن صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام (القوات الموالية له) من دحرهم وتطهير العاصمة صنعاء منهم.ويأتي التدخل القطري بعد تغيير في ميزان القوى على الأرض في اليمن لصالح قوات التحالف العربي، وبعد ساعات قليلة من دحر ميليشيا الحوثي، وتطهير العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية منهم، ومقتل العشرات منهم في اشتباكات مع القوات الموالية لصالح، ورفض الأخير وساطة الدوحة تعد ضربة جديدة لتحركات النظام القطري التي تستهدف زعزعة استقرار البلدان العربية.الوساطة التي عرضها النظام القطري جاءت انطلاقا من العلاقات المتنامية بين طهران والدوحة، حيث أثبتت الشواهد مساعي الأخيرة للحفاظ على المصالح الإيرانية في اليمن وأطماعها في المنطقة العربية، المتمثلة في إنقاذ الميليشيات التابعة لها ومن بينها الحوثيون المدعومون من طهران وسيطرتها على مفاصل الدولة، وإحكام قبضتها على مؤسسات البلاد.وتغير الخطاب الإعلامي القطري، ومنح إعلامها للحوثيين شاشاته وأبواقه للظهور ولشن هجوم على الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي واتضح ذلك في فضائية «الجزيرة» القطرية عندما استضافت عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في اليمن، محمد البخيتي في يوليو الماضي للهجوم على السعودية التي تتزعم التحالف العربي.وتركت الأزمة آثارها على مواقف النظام القطري، بعد إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن تحول الموقف القطري إلى مهاجم لعمليات التحالف، بل إن وزير شؤون الدفاع القطري، خالد العطية، قال في حوار لقناة «تي آر تي» التركية الناطقة باللغة الإنجليزية يوليو الماضي «إن قطر لم تكن مقتنعة بالدخول في التحالف العربي».ووفق ما نقلته عدة وسائل إعلام فإن صالح رفض الوساطة القطرية، وزاد على ذلك بأن أمر قوات المؤتمر الشعبي العام بطرد الحوثيين -حلفاء إيران وقطر- من جميع مؤسسات الدولة.وحسب مصادر عسكرية باليمن، حاول أمير قطر تميم بن حمد، إنقاذ ميليشيات الحوثي المدعومة من حلفائه في طهران من رجال القبائل بصنعاء الذين ساندوا قوات المؤتمر الشعبي في هجومها عليهم، بيد أنه سرعان ما ارتدت الدعوة القطرية في وجه مطلقيها، ليرفض علي عبد الله صالح العرض القطري، ويأمر قوات حزبه ورجال القبائل بالاستمرار في طرد الحوثيين من المؤسسات والمناطق الحيوية بالعاصمة.في الأثناء، قال وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في أعمال النسخة الثالثة لمنتدى «حوارات متوسطية»، إن «إساءة علي عبد الله صالح لقطر غير مبررة، زاعما أن تدخل الدوحة لحقن الدماء في اليمن، ومنع مزيد من التأزم وتشبك الأوضاع هناك»، مؤكدا عرض الدوحة على المخلوع صالح 10 مليارات دولار شريطة وقف ملاحقة الحوثيين، ومن ثم التوصل فيما بعد إلى صيغة حوار تضمن وقف شلال الدماء إلى الأبد، فنحن معنيون بوحدة وسلامة اليمن وباقي الدول العربية، على حد تعبيره.وأضاف عبد الرحمن أن دور قطر في اليمن في الفترة الأخيرة نشط، زاعما أنه موجه نحو نبذ العنف وإحلال السلام، ولإعادة إحياء المؤسسات اليمنية وتفعيلها، مؤكداً أن الحوار هو أسهل وأقصر طريق لحل الخلاف، معرباً عن أمله في وجود من يصغي إلى ما وصفه «صوت العقل والحكمة»، وفي القريب العاجل ستحدث مفاجأة تغير مسار الأمور في البلاد.في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة أن قطر تستنفر جهودها لإنقاذ الحوثيين، وأن اجتماعاً عاجلًا يعقد في إيران بين وزير الدفاع القطري خالد العطية والقائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري وممثلين عن «حزب الله»، وجماعة الحوثي لإنقاذ الجماعة، ومنع خسارة نفوذها أمام قوات المؤتمر الشعبي العام. (وكالات)
مشاركة :