تقدمت تونس على لسان وزير خارجيتها خميس الجهيناوي، بأحر التهاني وأطيب التبريكات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بمناسبة العيد الوطني السادس والأربعين، مؤكدة أن هذه الذكرى تعد علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات الحديثة التي وضع أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتكون أنجح مشروع وحدوي عربي في القرن العشرين. وقال الجهيناوي لـ«البيان»: يسعدني بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لقيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب التمنيات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وإلى كافة أبناء دولة الإمارات، والمقيمين على أرضها الطبية. يوم تاريخي وأضاف الجهيناوي: «يعتبر يوم 2 ديسمبر 1971 يوماً تاريخياً في الخليج العربي، وفي المنطقة العربية عموماً، حيث شهد الإعلان عن تأسيس أنجح مشروع وحدوي عربي في العصر الحديث، وهو دولة الإمارات العربية المتحدة، ذلك المشروع ما كان ليكون لولا حكمة وصلابة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وإخوانهما حكام الإمارات، وقدرتهم على استشراف المستقبل، ووعيهم بضرورة بناء كيان موحد قادر على مواجهة التحديات وكسب الرهانات. وقد رحبت تونس آنذاك وبحفاوة كبرى، بهذا المشروع الرائد، وشارك وزير خارجيتها في الحفل الذي تم خلاله رفع علم الاتحاد، لتعرف العلاقات الثنائية في ما بعد طفرة مهمة، تجسدت فيها إرادة القائدين الخالدين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الاتحاد، والحبيب بورقيبة باني تونس الحديثة، رحمهما الله، إذ انطلقت هذه العلاقات رسمياً يوم 14 يونيو 1972، وقد قام الشيخ زايد بزيارة رسمية إلى تونس في مناسبتين في أغسطس 1974 و1984، ونحن نعتز بأن الرئيس الباجي قائد السبسي كان يرتبط من خلال موقعه كوزير لخارجية تونس سابقاً، بعلاقات متينة مع زايد الخير مازالت ممتدة إلى اليوم مع قادة الإمارات الكرام، وهو أمر يشير إلى عمق روابط الأخوة بين قيادتي البلدين الشقيقين. وأبرز وزير الشؤون الخارجية التونسي أن ما يجمع بين البلدين عريق عميق ووثيق، حيث ورغم ما يبدو من بعد المسافة الجغرافية، إلا أنهما يلتقيان على قيم الحداثة والمدنية والانفتاح الحضاري، وعلى مبادئ التسامح والتضامن ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى روح الأصالة، والتجذر في الهوية العربية الإسلامية بأبعادها الحضارية المواكبة للعصر والمتطلعة للمستقبل والمنفتحة على العالم. نهضة حضارية كما أعرب الجهيناوي عن أعجابه بالنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، وقال إن «دولة الإمارات العربية المتحدة دولة عصرية منفتحة على العالم مزدهرة اقتصادياً وقبلة لجميع الأطراف الدولية وتحظى باحترام الجميع، وهي تمثل نموذجاً رائعاً على الصعيدين الإقليمي والدولي نطمح إلى الاستفادة منه، كما أن للإمارات اليوم دور مؤثر في الساحة العربية والساحة الدولية، ومن الطبيعي أن تتطلع تونس التي تسعى إلى استرجاع موقعها العربي والدولي بعد المسار الانتقالي، إلى أن تكون شريكاً للإمارات، وأن تعمل على تطوير العلاقات معها في كل المجالات، وقد أبلغنا أشقاءنا الإماراتيين أن أمن الإمارات من أمن تونس، وأننا نعتبر إنجازات الإمارات فخراً لنا وللعرب جميعاً». وأشاد، بما حققته دولة الاتحاد من إنجازات كبرى واستثنائية في مجالات البنية التحتية والعمران والخدمات الاجتماعية والتنمية البشرية وتحرير المرأة ورعاية الشباب والتطور الاقتصادي والعمل الإنساني، وكذلك في البحث العلمي والفعل الثقافي والحضاري وحماية البيئة والمحيط، حيث أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة رقماً متقدماً عالماً في مؤشرات التنمية وسعادة الإنسان، وشريكاً أساسياً للأمم المتحدة في مجالات الإغاثة والعمل الإنساني. مئوية الإمارات وأكد الوزير أهمية تظاهرة «مئوية الإمارات 2071» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تعكس طموح هذا البلد الشقيق في الارتقاء بالعمل الحكومي، وكذلك «رؤية دبي الاقتصادية 2030»، التي تهدف إلى تحقيق تطلعات الإمارات العربية المتحدة في التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، فضلاً عن توقها بحلول سنة 2021 إلى تحقيق طموحها في أن تكون ضمن أفضل بلدان العالم من حيث مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تطلع نحو المستقبل كما نوه باعتبار العام 2018 عام زايد، نظراً لما يمثله مؤسس دولة الاتحاد من رمزية تاريخية وسياسية وحضارية سواء في بلاده أو على الصعيدين العربي والإنساني، كما نوه الوزير التونسي في هذا السياق بدور دولة الإمارات المهم على الساحتين العربية والدولية، وبما حققته من إنجازات كبرى واستثنائية في كل المجالات بما مكنها من أن تحتل ترتيباً متقدماً في مؤشرات التنمية. وأشاد الوزير بالمستوى المتميز للعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، معبراً عن أمله في أن تشهد سنة 2018، دفعاً مهماً لهذه العلاقات، بفضل ما يحدو قائدي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والرئيس الباجي قائد السبسي، من إرادة وعزم راسخين على الارتقاء بعلاقات التعاون والشراكة بين الشعبين الشقيقين التونسي والإماراتي على قاعدة المصالح المشتركة. وأكد تطلع تونس إلى تعزيز التعاون المتميز بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي والمالي والاستثماري، معبّراً عن الأمل في ختم المفاوضات المتعلقة ببعض المشاريع الإماراتية المهمة بما يسمح بالانطلاق في تجسيمها فعلياً على أرض الواقع.
مشاركة :