نفى الناقد سليمان السلطان أن تكون الأسطورة رديفًا للخرافة، كما هو شائع في الرأي العام، مبينًا أن الأسطورة تمثل تصورًا واقعيًا للعالم والحياة والإنسان، وأن الإنسان قديما -ولا يزال- يتبنى الأسطورة، فهي لا تزال تعمل في الواقع، لكن هيمنة العلم على الطابع المعرفي للإنسان الحديث أزاح الأسطورة عن مكانتها المعرفية.. جاء ذلك في سياق ورقته «فلسفة الأسطورة» التي قدمها في الحلقة النقدية بأدبي جدة أمس الأول أشار فيها إلى أن التفكير الفلسفي لم يكن له أن ينشأ لولا الأسطورة، وأن التفكير الأسطوري ذاته ليس منفصلاً عن التفكير الاستدلالي والبرهاني الذي يزعم الخطاب العلمي والفلسفي أنه يمثله أكبر تمثيل، مشيرًا كذلك إلى الصلة الواضحة بين اللغة والأسطورة، مستندا في إيضاح هذه العلاقة بالتحليل السيموطيقي، عبر الإشارة إلى أن اللغة هي منظومة من العلامات (الأصوات) والأسطورة هي منظومة من العلامات (الرموز الأسطورية مثل الغول والقطرس).
مشاركة :