الجزائر - "حرب مفرقعات في الشوارع والأحياء" هكذا يصف العديد من الجزائريين المشهد المتكرر كل عام بمناسبة الاحتفالات بمولد النبي. وتعجز الاجراءات الحكومية على تغيير مشهد يتكرر كل عام ويعكر صفو تقاليد احتفائية توارثها أهل البلد منذ القدم. وجرت الاحتفالات الرسمية والشعبية بهذه المناسبة الدينية ليلة الخميس إلى الجمعة، في العاصمة الجزائر ومدن أخرى. والسبت، نشرت إدارة الدفاع المدني حصيلة لنشاطها في مواجهة مخلفات "حرب الألعاب النارية"، كشفت خلالها عن تسجيل مئات التدخلات بسبب هذه الممارسات، بعد أن خلفت حرائق طفيفة. وسابقا أعلنت قوات الدفاع المدني، عن مخطط خاص للتدخل خلال احتفالات اصبحت تخلف اصابات كل عام خاصة في صفوف اطفال تسجل لديهم حالات بتر للأصابع بسبب المفرقعات. ويلاحظ المتجول في أحياء الجزائر العاصمة وحتى في مدن أخرى، ليلة الاحتفال بالمولد النبوي تحول عدة أحياء إلى ساحات حرب وميادين قتال بين الشباب الذين يتراشقون المفرقعات بينهم، كما تسمع أصوات التفجيرات الصادرة منها عن بعد. ولم تمنع الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الليلة التي تسبق المناسبة، في أغلب مدن شمالي البلاد، شباب الأحياء من استخدام الألعاب النارية التي تبدأ مبكراً وتستمر لأيام أخرى. وتطلق السلطات حملات تفقدية سنوية للحد من الظاهرة تشارك فيها المساجد إلى جانب قوى الأمن في البلاد، لحجز الألعاب النارية قبل بيعها في الأحياء. وكشف جمال بريكة، مدير الإعلام والعلاقات العامة بمديرية الجمارك (حكومية)، عن حجز 250 ألف وحدة من المفرقعات بمختلف أنواعها، على حدود البلاد خلال السنة الجارية. وقال بريكة في حوار للإذاعة الحكومية، الأربعاء، إنّ "استيراد هذه السلع المحظورة (الألعاب النارية) تراجع نتيجة تشديد الرقابة الجمركية". وكانت الجمارك الجزائرية قد حجزت خلال 2016، 55 مليون وحدة من الألعاب النارية والمفرقعات، وينص مرسوم حكومي يحمل رقم 63-291 المؤرخ في 2 أغسطس/آب 1963، على حظر صناعة المفرقعات والألعاب النارية وبيعها. كما يقضي المرسوم ذاته، بحظر إلقاء المفرقعات في الأماكن العامة. وتتراوح العقوبات بين سنتين و10 سنوات سجنا، حسب قيمة المواد المحظورة وطبيعتها، إضافة لغرامات مالية تضاهي قيمة السلع المحجوزة. وقال مصدر من الشرطة رفض الإفصاح عن هويته إن "مصالح الأمن والجمارك تخوض حربا باستمرار لمنع دخول هذه المواد الخطرة". واستدرك القول: "لكن المساحة الشاسعة لحدود الجزائر البرية بصفة خاصة، وتحايل مستورديها يجعل منع دخولها نهائيا أمرا غير ممكن". وبالتزامن مع ظاهرة الألعاب النارية بقيت العائلات الجزائرية محافظة على تقاليد بمناسبة المولد النبوي توارثتها جيلا عن آخر. وتحضر العائلات أكلات منوعة مثل "الطمينة والشخشوخة (آكلات تراثية)"، والتي تنتشر في محافظات شرقي البلاد كالمسيلة وسطيف. كما تحافظ العائلات على صناعة طبق "الكسكسي" بالمرق الأحمر أو الأبيض، بناء على تقاليد كل منطقة، أو طبق "التريدة" المحضرة بلحم البقر أو الدجاج، وكذلك أكلة "الرشتة" التي تختص بها مدن العاصمة وتيبازة (غرب) والبليدة (شمال) ومحافظات أخرى. ويتم بالمناسبة وضع الحنّة للأطفال وإشعال الشموع في زوايا المنازل، ونثر عطر البخور (العنبر) في أرجائها. كما تطهى حلويات تقليدية مثل "البقلاوة" و"المقروط" و"الرفيس" تقدم في السهرة مع الشاي والمكسرات. ويحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول الهجري كل عام.
مشاركة :