عبد الرحمن بن حمد: الإعلاميون القطريون أبطال المعركة الحقيقيون

  • 12/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام: إن الإعلام القطري قبل الأزمة الخليجية كان له سقف معين في التعامل مع الأخبار المتعلقة بدول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف سعادته خلال ندوة «الأزمة الخليجيجة: إعلام أزمة أم أزمة إعلام» ضمن فعاليات منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية - في دورته الرابعة أمس أنه رغم صدمتنا مثل الشارع العام القطري بما حدث بعد قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، فإننا التزمنا بعدد من المبادئ الموجودة عندنا من قبل الأزمة؛ أولها المصداقية، وعدم الخوض في الرموز بالإساءات، وعدم استخدام المنابر الإعلامية للإساءات سواء للرموز أو الأعراض، أو إدخال الفن والجوانب الأخرى التي أدخلتها دول الحصار بالإساءة إلى دولة قطر، وتعاملنا بشكل عقلاني. وفي هذا الصدد فإنني أشكر جميع الإعلاميين القطريين والمقيمين لمواقفهم الطيبة، وفي نهاية المطاف فأنت بحاجة إلى هؤلاء الإعلاميين؛ فهم الأبطال الحقيقيون في هذه المعركة الإعلامية.وأشار إلى المفارقة بين الإعلام في قطر ودول الحصار، قائلاً: إن دول الحصار انجرفت بالنظر إلى الحرب الإعلامية كهدف في حد ذاته، وأن الانتصار الحقيقي في إقناع الجمهور داخلياً أو خارجياً، وأيضاً استخدام الأغاني المسيئة والتطرق للأعراض واستخدام الأطفال في المسلسلات التي أنتجتها دول الحصار. وكل ذلك يخسرهم الرأي العام، وكثرة أصوات الباطل لا تجعل منه حقاً. وحول الرد على الحملات الإعلامية ضد قطر، قال الشيخ عبدالرحمن بن حمد: إننا لا نرد على الإساءة، وإنما وظيفتنا الأولى هي إعطاء معلومات كافية للجمهور لتقييم الأوضاع. وفي بداية الأزمة كان هناك تفاعل من الناس ومساندة عاطفية تحولت إلى قناعات بإعطاء المعلومات الكافية وشرح المواقف والأمور المعقدة في العلاقات الخليحية، واضطررنا إلى إظهار هذه الأمور للرأي العام ليحكم عليها. وأوضح أن الصحافة القطرية تملكها شركات على عكس بعض الصحف في دول الحصار؛ لافتاً إلى أنه بعد قرصنة وكالة الأنباء القطرية اتصل الزملاء لاستيضاح الأمر، واستبعدت أن تذيع قناة العربية هذا الخبر المفبرك ولكن تفاجأت بأنها نشرته بالفعل، كما كان الاستديو مستعداً بالضيوف رغم أن هذه التحضيرات تحتاج إلى وقت، ولكن خلال ربع ساعة حضر الضيوف وتم تجييش الاتهامات في مدة زمنية قصيرة. كما أن الصحف رغم الوقت المتأخر بعد منتصف الليل نزلت في اليوم الثاني في دول الحصار وبها مقالات منشورة عن قطر و«نظام الحمدين». وأضاف: حاولنا تحليل الاتهامات، ومنها أن قطر تدعم الأحواز وإيران في الوقت نفسه، وكان أمراً غريباً! وأيضاً دعم قطر لإسرائيل وحماس، وبالطبع فإن سرعة توجيههم للاتهامات أوقعتهم في الكثير من الأخطاء. وكان لا بد كإعلام قطري أن نستغل هذه الفرصة لإثبات عدم مصداقيتهم، فقد تعرضنا لمحاولة قرصنة في المؤسسة القطرية للإعلام، وأيضاً إذاعة قطر وقناة الكاس، وأصبح هذا المنهج منوالاً لهم. لا يوجد تنسيق مع الجزيرة ونفى سعادة الشيخ عبدالرحمن وجود أي تنسيق بين المؤسسة القطرية للإعلام وقناة الجزيرة، قائلاً: لا يوجد تنسيق بيننا وقناة الجزيرة من قريب أو بعيد، ولكن التواصل يبقى اجتماعياً في حدود العلاقات الإنسانية بين أية مجموعة يربطها مجال عمل واحد، ولا نحاسب أو نجرّم أحداً على هذه العلاقات أو على التعاطف مع أي طرف. وفي هذا الإطار جاء اتصال مدير قناة الجزيرة للتأكد من الأمر في وقتها بطريقة طبيعية. وأوضح أنه لا يمكن التحدث عن الإعلام والأزمة الخليجية دون التحدث عن مشكلة تجريم التعاطف مع قطر، لافتاً إلى أن صاحب السمو حثَّ المواطنين والمقيمين على عدم الإساءة أو التطاول وشجعهم على الأخلاق الرفيعة، وعلى النقيض كانت دول الحصار تجرّم التعاطف مع دولة قطر وتحاسب الناس على مشاعرهم. ونوّه بتعاطف البعض في قطر مع السعودية والبحرين في بداية الأزمة ولم يتم اتخاذ أي إجراءات معهم لأن هذا حقهم، فهذا هو الفرق في المنهج بين التعامل القطري وبين دول الحصار. كما أكد أن الإساءات ضد دولة قطر لم تتوقف فقط على الرموز، بل تطرقوا للأعراض، وكانت العرب حتى في الجاهلية تأنف من أن تخوض في الأعراض. فقد كسروا جميع الحواجز في هذا الجانب، وهذا لا يعني أن مجتمعات دول الحصار يقبلون بهذا الكلام، فهي سياسات إعلامية وليست منهجاً اجتماعياً، مما خسرهم شريحة كبيرة من الشارع العربي. منهج أخلاقي واجتماعي وأضاف: إن منهجنا الإعلامي منهج أخلاقي ومنهج اجتماعي، والمجتمع القطري لا يختلف عن المجتمعات العربية أو الخليجية في هذا الأمر، ولكننا ننتقد السياسات الإعلامية التي تسمح وتحرض على هذا الأمر، أما المجتمعات العربية والخليجية فلا تقبل بهذا الأمر. وقال: إن الذباب الإلكتروني ليس جديداً؛ فقد بدا في الأزمة بين قطر والإمارات عام 2012 قبل أزمة 2013 و2014، ولاحظنا زيادة الحسابات الوهمية والإساءات، وهذا ليس منهجنا ولا فلسفتنا في إدارة الإعلام.. إن منهجنا في مواجهة الاتهامات هو الاستماع أولاً لخصمك وتحليله، وبعدها ننقده برد عقلاني منطقي. وشدد على أن موقف الإعلاميين القطريين والمقيمين في الدفاع عن الموقف القطري كان أقوى بكثير من غثاء السيل عند الطرف الآخر. وحول الرقابة على الصحافة، قال: إن الرقابة تم رفعها عن الصحافة القطرية عام 1996، وبلا شك فإن هذا الأمر يخضع لتطور الصحف القطرية أو المؤسسة القطرية للإعلام وتليفزيون قطر الرسمي، يتعرضون بالنقد للكثير من الجهات الحكومية، مثل برنامج «بصراحة» وحديثه عن موضوع «أشغال» وموضوعات كثيرة أخرى، والنقد مقبول ولولا ذلك ما كان سمو الأمير أمر بأن يكون مجلس الشورى انتخابي، وكانت الحكومة ما زالت غير مستعدة لهذا الأمر. وحول تغيّر التناول الإعلامي لدول الحصار في حالة انتهاء الأزمة، قال: إن الجواب بسيط جداً، إن الجمهور المستهدف مختلف تماماً عن جمهور «الجزيرة»، وإذا حدثت مصالحة خليجية فإنه مثلما ستشاهد في قناة الإخبارية السعودية أو قناة دبي أو البحرين تمتنع عن الإساءة لقطر، فإننا سنمتنع عن الإساءة للآخرين لأن هذه في نهاية المطاف دول مجلس التعاون، وهو في النهاية تليفزيون قطر الرسمي.;

مشاركة :