غياب مراكز اللياقة البدنية في البلد العربي الواقع بمنطقة القرن الإفريقي يعود إلى تدهور الأوضاع الأمنية منذ نحو عقدين من الزمن. وجعل البقاء في المنازل لأوقات طويلة المرأة الصومالية عرضة للسمنة المفرطة وأمراض القلب، بحسب القائمين على المركز الرياضي. وقالت زينب علي: "كنت أمارس الرياضة يومياً، لكن مع عودتي للبلاد تدهورت حالتي الصحية، بسبب غياب مراكز اللياقة البدنية والملاعب الرياضية النسوية". ومضت قائلة: "منذ إنضمامي لمركز "خمسة نجوم" للياقة البدنية تحسنت حالتي الصحية، حيث مارست أنشطة رياضية متنوعة تساعد على الحد من وزني وتخفيف أوجاعي المصاحبة لمرض القلب". لياقة وصحة ورغم اختلاف الغرض من انضمامهن للمركز الرياضي إلا أن القاسم المشترك بينهن هو البحث عن اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة وتطويع أجسادهن ليرتدين ملابس أنيقة، بدلاً من البقاء طويلاً في المنازل". ويتوفر في مركز "خمسة نجوم" كافة أدوات ومستلزمات الرياضة، إضافة إلى صالة تمارين وساحة للركض وبركة سباحة، كما ان المشروع الجديد يحارب الهيمنة الذكورية على المجتمع. زهرة محمد، مالكة ومدربة المركز، قالت إن "ممارسة النساء للرياضة في بلد كالصومال ليس أمراً سهلاً، لكن التحسن الأمني الذي تشهده البلاد يدفعنا إلى صقل مهارتنا وإطلاق مشاريع ترفيهيه ورياضية". وأضافت: "يوجد عزوف كبير من السيدات عن ممارسة الرياضية علناً، بسبب الأعراف والتقاليد السائدة في الصومال، لكن منذ بدء عودة المغتربين أخذ المجتمع الصومالي يتأقلم ويتواكب مع أنشطة ومشروعات لم تشهدها البلاد منذ سنوات طويلة". وأردفت إن "وجود كوادر نسوية في هذا المجال، وقلة الاشتراك الشهري للمركز، البالغ حوالي 25 دولاراً أميركيا (نحو 550 شلن صومالي)، يشجع السيدات على ممارسة الرياضة، رغبة في جسم سليم خالٍ من الأمراض الناتجة عن السمنة المفرطة". فكرة غريبة التقاليد السائدة في المجتمع الصومالي ترفض انخراط المرأة في أنشطة رياضية، حيث تعتبر الرياضة حكراً على الرجال. شمسة أحمد، وهي واحدة ممن تحدين التقاليد، قالت: "عندما فكرت في الانضمام إلى مركز خسمة نجوم للياقة البدنية واجهتني تحديات جمة من جانب أسرتي ومعارفي الذين يرون أن الفكرة غريبة وتمس شرفي وشرف أسرتي". وبتحد تابعت شمسة: "تمسكت بموقفي وأقنعت والدتي بهذه الفكرة، لدرجة أنني أصطحبتها معي إلى المركز حتى غيرت أفكارها التقليدية رويداً رويداً". ولا يقتصر دور مركز "خمسة نجوم" على ممارسة الأنشطة الرياضية فحسب، إذ يوفر، عبر مختصين، الحمية الغذائية اللازمة للسيدات، سواء كان الهدف هو إنقاص الوزن أو الحفاظ عليه أو زيادته. ويشكل العائدون من دول المهجر العمود الفقري لاقتصاد الصومال، من خلال إطلاق مشروعات مختلفة، بفضل التحسن الأمني الذي شهدته البلاد في السنوات الماضية، مع تضييق الخناق على حركة "الشباب" المسلحة المتمردة.
مشاركة :