كشف دبلوماسي عربي بالجامعة العربية، للغد، عن التحرك العربي «المكثف» بحسب تعبيره، تحسبا لقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.. وقال المصدر، تجرى حاليا اتصالات ومشاورات بين الأمانة العامة للجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب، والحكومة الفلسطينية، في إطار التحرك العربي لتنسيق المواقف في حال اتخاذ الإدارة الأمريكية هذه الخطوة «الخطيرة».. وأن القلق العربي ـ الفلسطيني، الواسع خشية اعتراف أمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، فرض حتمية بحث الخطوات العربية في مواجهة هذا الاعتراف الأمريكي، الذي يهدد الأمن والاستقررار في المنطقة والعالم. وتابع الدبلوماسي العربي في تصريحاته للغد: لا نستبعد أن تعيد الإدارة الأمريكية قراءة الموقف جيدا، والتداعيات المترتبه على هذا القرار الذي يتعارض تماما مع قرارات الشرعية الدولية، ويتناقض أيضا مع التوجه الأمريكي المعلن بشأن إحياء مفاوضات السلام في إطار «حل الدولتين»، لأن صدور القرار يمثل نهاية عملية السلام ونهاية الدور الأمريكي فيها. وأوضح المصدر، أنه في حال صدور قرار الرئيس «ترامب» سوف تعقد جلسة طارئة «عاجلة» لمجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، وإصدار قرارات حاسمة ترفع إلى مؤسسة القمة العربية، ومن المتوقع أن يكون رد الفعل العربي، حاسما في مواجهة قرار خطير مثل الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. وأضاف: بحسب معلوماتنا، فإن بعض القادة العرب، أجروا اتصالات مع الرئيس ترامب، كشفوا له مخاطر هذا القرار على الأوضاع في المنطقة العربية، وعلى العلاقات الأمريكية ـ العربية، التي ستصبح أمام منعطف حاد، بسبب غضب الشعوب العربية والإسلامية، ضد الاصطفاف الأمريكي والانحياز «المستفز» إلى جانب الاحتلال، والذي سوف يؤجج المشاعر ضد الولايات المتحدة، وينعكس على مناخ التوتر القائم في المنطقة. بينما استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، ناصر القدوة، إصدار قرار أمريكي صريح بالاعتراف بمدينة القدس «عاصمةً لإسرائيل».. وقال في لقاء تلفزيوني: توجد منظومة قانونية كاملة في الولايات المتحدة تمنع الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.. ولو صدر هذا القرار فإن رد الفعل الفلسطيني سيكون «حازماً وواضحاً». ويرجح مراقبون أن تلاقي خطوة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ردود فعل عربية غاضبة، ورفضا دوليا.. ومن جهة أخرى، تعالت أصوات أمريكية تحذر من أن «القرار» قد يجعل مصالح بلادها معرضة للتهديد في المنطقة المشتعلة بطبعها.. ووفق شبكة (سي ان ان) الأمريكية، فإن إدارة ترامب ما زالت تبحث في تحديد ما إذا كان قرار الاعتراف سيشير حصرا إلى «القدس الغربية» على أنها عاصمة لإسرائيل، نظرا لاعتبار الفلسطينيين الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم، وإفساحا في المجال أمام إمكانية تحقق ذلك بحال نجاح مفاوضات السلام. يذكر أن الكونجرس الأمريكين أقرّ في العام 1995 قانونا ينص على «وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، وعلى نقل السفارة الأمريكية إليها».. ومع أن القرار ملزم، فإنه يحتوي على بند يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية «مصالح الأمن القومي». ومنذ ذلك الحين، قام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا. وهذا ما فعله ترامب في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
مشاركة :