خلال الأيام الماضية لا صَـوْتَ يعـلـو في مجتمعنا على صَـوتِ هَـدِيـر العُـنْــف، فهذا مدرس يعاقب أحد طُـلابه بالسّــوط، وذاك معلم تَـحفيظ للقرآن الكريم يجلد أحد تلاميذه في المسجد، ثم يقْـذف به على الأرض بقسوة، وكأنه يُــلْــقِــي بسقط المتاع، وتلك حكاية أَبٍ فقد مشاعر الأُبوة ليُـمَـارس سَـلْــخَ رأس ابنه المسكين!! حتى الحيوانات وصلت إليها أمواج العُـنْــف، ولعل أقرب مثال ذلك الثّـعْــلَـب الغَــلْــبَـان الذي أحرقه شياطين الإنس، ووثقوا جريمتهم بالصوت والصّــورة!! هذه مشاهد فقط مما رصدته كاميرات الأجهزة الهاتفية الحديثة، ووصل لمواقع التواصل الاجتماعي، وخلال الأيام القريبة الماضية (فقط)، (وربما ما خفي أعظم)!! في كلّ تلك الحكايات على اختلافها عامـل مشترك وهو غياب الإنسانية والرحمة من القلوب!! وهنا بعد المطالبة بأقسى العقوبات على أولئك المجرمين، ومع التأكيد بأنّ العُـنْــف لا مُـسَـوِّغَ ولا مبرر له مهما كانت الظروف؛ لكن يبقى السؤال لماذا برزت في مجتمعنا الطّــيب المحافظ والمُسَــالِــم بطبعه ظاهرة العُــنْــف؟! هل هو التّـأثر بموجة العُـنْــف العالمية التي تُــجَــزّ فيها الرؤوس؟! هل العلة في المتغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع السعودي دون أن تَــتَــنـبّــه لها المؤسسات التربوية؟! هل الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي لبعض الأُسَــر الذي أثّـّـر سلباً في النّـفُــوس، فَـقَـاد الجوارح للعنف الجسدي واللفظي؟! هل السبب البحث عن التواجد في برامج التواصل الحديثة، والبحث عن الشهرة فيها حتى لو كان العنف هو الوسيلة؟! أم أنّ مجتمعنا أو لِـنَــقُــلّ طائفة منه مجبولة على القسوة، ولكن نوافذ وأبواب التقنية كشفت المستور؟! أسئلة لا أملك الإجابة عليها فهي عند المتخصصين من علماء الّدين والاجتماع والنفس؛ لكن ما أنا متأكد منه أن المنابر التربوية في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام لابد أن تتخلى عن مجرد التسابق على رصد الأحداث وسَـردها إلى المساهمة في التوعية والمعالجة، والمهم من وجهة نظري إصدار وإعلان قوانين واضحة وصارمة تُـجَــرم العنف بشتى صوره الجسدية واللفظية، أما الأهم فهو التشهير بمن تثبت إدانته!! أخيراً هل نحن بحاجة لخطة استراتيجية وحملة وطنية لمكافحة العنف كَـتلك التي نُـفِـذت قبل عشر سنوات تقريباً لمحاربة الإرهاب؟.. (ربما)!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :