تحدث خطيب جامع السديس في حي الرحاب بجدة الشيخ محمد العمودي في خطبة الجمعة يوم أمس عن مكة المكرمة وأنها مأوى الأفئدة، وسرد قصة إبراهيم الخليل وإسماعيل عليهما السلام، وتناول ذكريات الأنبياء الذين طافوا بالبيت وعمروه حيث قال ما الذي يحدث في جدة ألستم تسمعون أزيز الطائرات؟! أسراب الطائرات تتبع بعضها بعضًا، ميناء جدة الجوي لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، ها هي ذي الطائرات تمخر عباب الهواء، وتطير في جو السماء لتحط الطائرة تلو أختها في ميناء جدة الجوي. الأمر ليس ببعيد في مينائها البحري ها هي ذي المنشآت في البحر كالأعلام، هدير يملأ الجو والبحر ويملأ البر قد جاء الناس من كل مكان جاءوا يمخرون عباب الماء، ويطيرون في جو السماء، جاءوا رجالاً وركبانًا وعلى كل ضامر. هذا الهدير وذاك الضجيج يزينه ضجيج الحجيج يملأون به الكون: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، إنها البلد التي أراد الله -عز وجل- أن تكون مأوى أفئدة القادمين من كل مكان «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا» إنهم يأتون على جناح من الشوق وجناح من اللهفة. عرفتم السر في هدير الطائرات، أعرفتم السر في تقطُّع الأكباد دون هذا البيت، إنه نداء إبراهيم الخالد الذي ردد صداه كل ناطق وصامت، الذي ردد صداه الجبال، وبلّغه الله -سبحانه وتعالى- وسيبلغه إلى آخر نسمة تكون في الأرض، فجاء الملايين من كل مكان «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
مشاركة :