أكد رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية الدكتور محمد بن صقر السلمي، أن الانتفاضة الشعبية اليمنية في صنعاء جاءت بداية لإنهاء المشروع الإيراني في الداخل اليمني عقب أن عانى الشعب اليمني، خصوصاً من يقطنون في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، طيلة السنوات الثلاث، الأمرين على المستويات الاقتصادية والمعيشية والسياسية والفكرية كافة، وقد وصل بهم الحال إلى مدى لا يمكن تحمله.وأضاف: "ظهر ذلك جلياً من خلال التفاعل الشعبي الكبير في العديد من المدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء، مع المبادرة الشعبية لإنهاء هذا الحمل الجاثم على صدورهم، وأن من يرى الحماس الشعبي اليمني مع هذه الانتفاضة يدرك مدى المعاناة التي تحملها هذا الشعب منذ سيطرة تلك الميليشيات على العاصمة صنعاء".وقال الدكتور السلمي، إن الشعب اليمني دلل على أن من يحرك هذه الميليشيات هو النظام القابع في طهران، ويظهر ذلك من خلال الشعارات والسياسة العدائية تجاه المنطقة العربية خاصة دول الجوار، فضلاً عن إجبار الشعب اليمني على القبول بثقافة وعادات وممارسات دينية وإيديولوجية مستوردة من إيران غريبة على المجتمع اليمني باطيافة الدينية والمذهبية والفكرية كافة.ونوه رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، أن الشعب اليمني متفائل، ويدفعه الكثير من الحماس الوطني والقومي، للتخلص من المشروع الإيراني في الداخل اليمني وبتر هذه الذراع التي جلبت الكثير من الويلات لليمن وأهله ، مبدياً تفاؤله، أن هذه الهبة الشعبية في اليمن ستنتقل إلى بقية الدول العربية التي تشهد تدخلات إيرانية واضحة خاصة الحالة اللبنانية، فحزب الله في لبنان مارس وما يزال ذات الممارسات تجاه الشعب اللبناني ويحاول اختطاف الدولة وتجريد المؤسسات الحكومية من دورها ويرسل شباب لبنان للموت في سوريا والعراق واليمن والكويت والبحرين وغيرها، ومن هنا فإن هذه العدوى الإيجابية ستدفع باللبنانيين للتخلص من المشروع الإيراني في بلادهم.وشدد على أن هناك احتياجا ملحا في هذا الوقت تحديدا، أن يتجاوز اليمنيون الخلافات ويتعالوا على الاختلافات وأن يلتفوا حول الحكومة الشرعية اليمنية بهدف إيصال اليمن إلى بر الأمان واجتثاث المشروعات الخارجية من جذورها وإعادة اليمن إلى حضنه العربي وامتداده الطبيعي وعمقه التاريخي، كما أن دول الخليج العربي ينبغي أن تسهم سياسياً واقتصادياً وتنموياً في إعادة تأهيل اليمن والعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة والشعب اليمني لاجتثاث المشروع الإيراني من جذوره والحيلولة دون ظهوره مستقبلا في حين سترسم المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني اليمني خارطة الطريق لمستقبل اليمن بمكوناته السياسية كافة، وحينها سيعود اليمن سعيداً كما كان بإذن الله تعالى.
مشاركة :