أكد عدد من الخبراء والمختصين أهمية منطقة الخليج العربي للعالم، بوصفها أكبر مصدر للطاقة في العالم، بالإضافة إلى تقاطعات المصالح ووجود استثمارات لدول الخليج في عدد من الدول الغربية، مشيرين إلى أهمية هذه المنطقة للدول الكبرى، بحكم الجوار الجغرافي والعلاقات السياسية والاقتصادية والتاريخية. وأوضح هؤلاء، خلال جلسة «القوى الكبرى والأزمة الخليجية» ضمن أعمال «منتدى الخليج والجزيرة العربية» في دورته الرابعة، أن القوى الكبرى المتمثلة في الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وألمانيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، اتبعت استراتيجيات توضح حرصها على أمن المنطقة. وقال جون ديوك أنطوني -الرئيس المؤسس، والرئيس التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية- إنه على الرغم من الهزات المحلية التي أعقبت انتخاب دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر 2016، لم يحصل أيّ تراجع كبير في الأهمية الاستراتيجية التي توليها أميركا لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ فسياسات واشنطن ومواقعها وأفعالها ومواقفها تجاه شبه الجزيرة العربية والخليج ظلت تقوم على مفاهيم استراتيجية. وأضاف ديوك أن هذه المفاهيم تنبع من المنعطفات والتطورات الكبرى في بلدان المنطقة وأثرها في الشؤون العالمية. ففي أعقاب احتضار الإمبراطورية البريطانية، اغتنمت الولايات المتحدة الفرصة؛ لكونها أكبر مستهلك للوقود الهيدروكربوني في العالم؛ لتعزيز نفوذها وعلاقاتها السياسية والتكنولوجية والاقتصادية والمالية في شبه الجزيرة العربية، إذ يرتبط الوضع في بلدان مجلس التعاون بمخزونها من مصادر الطاقة، وتأثيرها الجيوسياسي، ونفوذها المالي والاستثماري الدولي المتنامي، ارتباطاً وثيقاً بالنمو الاقتصادي العالمي أكثر من أي وقت مضى. وقال أنطوني: «تمثّل هذه الظواهر أموراً حاسمة لفهم صنع السياسات في الولايات المتحدة، وتمثّل أيضاً مبررات منطقية لاحتفاظ دول مجلس التعاون بمكانة تفضيلية في فترة ولاية الرئيس ترمب. وبصرف النظر عن زيارته التاريخية إلى المملكة العربية السعودية في مايو الماضي، يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه ترمب في الخليج هو صوغ موقف لإدارته من الأزمة الخليجية». العلاقات الروسية-الخليجية قال سيرغي ستروكان -المحلل الجيوساسي، والمراقب بإحدى دور النشر الروسية- إن التاريخ سيسجل أن عام 2017 مثّل نقطة تحوّل في تاريخ العلاقات الروسية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ إذ ربما كان بمنزلة اللحظة التي شهدت تبدد الجمود الماضي، لمصلحة فترة طال انتظارها من النمو التجاري المتسارع والاتصالات السياسية المكثفة، والروابط العسكرية والتقنية المزدهرة. وأوضح أن الروابط بين روسيا وبلدان مجلس التعاون، وبعد مسار حافل بالعراقيل، تشهد اليوم تغيّرات دراماتيكية جداً، حتى وفق معاييرها الخاصة. إذ خضعت لاختبار الحرب الأهلية المندلعة في سوريا حالياً، والأزمة الخليجية، والذي أصبح القضية الأكثر سخونة بالنسبة إلى الموسم السياسي لعام 2017. ألمانيا تدافع عن قطر ومن جانبه قال جيرمياس كيتنر -محلل المخاطر غير المالية والسياسات، والخبير في السياسة الخارجية الألمانية-: «أدت الأزمة الخليجية الحالية إلى ظهور ألمانيا بوصفها قوة غربية تتبنى دوراً قيادياً في الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكانت ألمانيا أول دولة تدافع عن قطر في 6 يونيو 2017، واضطلعت إلى جانب الدول الغربية الأخرى بدور محوري في تأمين دعم دولي قوي للدوحة في مواجهة ضغط كتلة السعودية والإمارات». وأوضح أن تدخّل ألمانيا الدبلوماسي الواضح والسريع والمؤثر في أزمة الخليج، أكد مصالح برلين المكتسبة في المشهد العام المقبل لشبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط الكبير. وقال أحمد قاسم حسين -الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير مجلة سياسات عربية- إن دول الاتحاد الأوروبي تدرك أهمية الوطن العربي بحكم الجوار الجغرافي والعلاقات السياسية والاقتصادية والتاريخية التي تربطها به، وخاصة منطقة الخليج العربي الغنية بمصادر الطاقة. وأضاف أن دول الخليج العربي ارتبطت تاريخياً بشراكات اقتصادية واتفاقيات عسكرية وأمنية مع الاتحاد الأوروبي.;
مشاركة :