الحملة التي تشنها السلطات المصرية ليست للحفاظ على ثقافة وهوية الدولة المصرية بل من أجل الترهيب لعدم خروج أي شخص عن خط السلطات.العرب [نُشر في 2017/12/04، العدد: 10832، ص(19)]محاكمة صاحبة كليب عندي ظروف القضية الفنية الأبرز على الشبكات الاجتماعية القاهرة – يتصاعد الجدل في مصر إزاء “الحملة الأخلاقية” التي تقودها السلطات على الفنانين والمدونين الذين يتحدون المعايير المجتمعية والأخلاقية في مصر. وأصبحت محاكمة صاحبة كليب "عندي ظروف" في مصر القضية الفنية الأبرز على الشبكات الاجتماعية وفي الإعلام. ولم يكف اعتذار شيماء أحمد المعروفة فنيا باسم شيما عما صدر منها بعدما واجهت سيلا من الانتقادات من مجلس النواب والصحف لمنع الشرطة من احتجازها للاشتباه في تهمة “التحريض على الفجور”. وقد أُلقي القبض على “النجمة” التي تبلغ من العمر 25 عاما بعد أيام من إطلاق المقطع المصور، وتظهر فيه وهي ترقص مرتدية ملابس داخلية وتغازل صفا دراسيا مليئا بالشباب، مستخدمة ثمرة موز. وظهرت شيماء الأسبوع الماضي في المحكمة مرتدية النقاب ونفت كل التهم الموجهة إليها. وقررت محكمة جنح النزهة بالعاصمة المصرية القاهرة، تأجيل محاكمة شيماء أحمد إلى جلسة الـ5 من ديسمبر الجاري بناء على طلب الدفاع. ومَثَّلَ اعتقال شيماء اللحظة الأبرز ضمن حملة الاعتقالات الأخيرة على المطربين، والمدونين المثيرين للجدل، وأعضاء مجتمع المثليين جنسيا ( LGBT) وغيرهم. وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إن الحملة التي تشنها السلطات المصرية ليست للحفاظ على ثقافة وهوية الدولة المصرية بل من أجل الترهيب لعدم خروج أي شخص عن خط السلطات. وفي حين أن مصر دولة مسلمة محافظة، فإنها لا تمتلك قوانين اجتماعية مُتشددة. وتسير النساء في شوارع المدن الكبيرة دون حجاب، والكحول مُتاح بسهولة وأممت الحكومة سابقا شركة الجعة “ستيلا”. كما شهد “العصر الذهبي” للسينما المصرية في الخمسينات أيضا إنتاج أفلام تملأها مشاهد الحب الرومانسية والنكات الجريئة، بحسب الصحيفة البريطانية. وبدأت الموجة الأخيرة للضبط الأخلاقي في سبتمبر الماضي، عندما رفع بعض جماهير فرقة مشروع ليلى اللبنانية علم قوس قزح في حفلة موسيقية بالقاهرة. وفي غضون أسابيع، أُلقي القبض على العشرات، منهم وتسابق نواب البرلمان للتضييق على هؤلاء. ويؤكد معلقون أن الاعتقال الأكثر إثارة للحيرة هو اعتقال إسلام الرفاعي، وهو مدوّن علماني معروف بأنه “ملحد” بذيء اللسان، يُعرَف لدى متابعيه البالغ عددهم 75 ألفا على تويتر بـ”خُرم”. وقد كرس خرم وقته للنكات الساخرة وصور النساء شبه العاريات أكثر مما اهتم بالسياسة.
مشاركة :