يرى د. تركي الحمد أن القضية الفلسطينية ليست قضيته لأنه، كما يقول، باع القضية أهلها فهو إذن غير معني بها كقضية. لو اقتصر الأمر في قوله هذا على ذاته لما كان للرد عليه من ضرورة، لكن د. الحمد أعلن موقفه على منبر عام ودولي (تويتر) وهورجل معروف كمثقف سعودي وقد يأتي من يعمم قوله على المجتمع الذي ينتمي إليه. لذا وجدت من واجبي وهو كذلك واجب كل من يخالفه الرأي أن يدلي بدلوه في الموضوع وهذا ما فعلته هنا. إن القضية الفلسطينية قضية تجسد ظلماً وقهراً واحتلالاً للأرض والأملاك وتهجير وقتلاً جماعياً لشعب من بني البشر، شعب عربي التاريخ والهوية، لا ذنب له إلا أن المستعمر البريطاني وبقية الدول الغربية المنتصرة في الحرب الكونية الثانية وعدت عصابة صهيونية على إجلاء الشعب الفلسطيني من دياره بالقوة وإقامة وطن لها في فلسطين. أليست هذه أيها الأخ الكريم قضية إنسانية قبل أن تكون قضية عربية تجسد ظلماً وإجراماً في حق شعب كامل؟ هل تعرف ما ذا يعني أن يولد طفل فلسطيني ويترعرع في إحدى المخيمات في العالم العربي دون وطن وبهوية لاجئ؟ هل تعرف ماذا يعني البؤس والفقر الذي يعيشه الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من الشعب الفلسطيني في المخيمات؟ ألا ترى الظلم والغطرسة والجبروت والقتل الذي تمارسه القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الثابتين في ما بقي لهم من أرض الوطن؟ ألا ترى السجون الإسرائيلية تغص بآلاف السجناء الفلسطينيين المقاومين للاحتلال؟ ألا ترى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً والدول الغربية عامة للإجرام والظلم الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني؟ ألا ترى كم ساهمت الحكومات العربية منذ حرب 1948 وحتى يومنا هذا في التطبيع المعلن أو المضمر مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية والشعوب العربية بشكل عام غير راضية بذلك؟ ألا ترى كم من أحرار العالم يقف إلى جانب القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي دفاعاً عن حق الانسان والشعوب في استرداد وطنهم المسلوب ورفع الظلم والمعاناة عن شعب عانى ويعاني لما يقرب من 70 عاماً؟ إن باع بعض من الفلسطينيين القضية كما تقول وهذا قول أراه من باب سد الذرائع، فإن مبدأ الحق والعدل في الدفاع عن هذه القضية لا يزول لأن الوقوف في وجه الظلم ومساندة الحق والعدل مبدأ ثابت عند الأحرار لا يتبدل أو يتغير. إذا لم تسعفك هويتك العربية التي تكتب بلغتها في الإحساس بقضية شعب عربي ظُلم فلعل انتماءك إلى الإنسانية يسعفك في الإحساس بالظلم والقهر والاحتلال الذي وقع على شعب فلسطيني تاريخه الحضاري راسخ في أعماق التاريخ. كم هو مؤلم أن لا يرى مثقف أي كانت هويته أو جنسيته الظلم الفادح وجبروت المحتل الغاشم على شعب أعزل إلا من إيمانه بحقه المشروع في وطن يعيش فيه بأمن وسلام. إن القضية الفلسطينية هي قضيتي العربية والإنسانية الأولى لأنه في نظري ومعلوماتي لا توجد قضية عالمية أو عربية قائمة اليوم عانت شعوبها من الظلم كما عانه ويعانيه حتى اليوم الشعب الفلسطيني. ألا يستحق الوقوف في وجه هذا الظلم والقهر والاستبداد ضد الشعب الفلسطيني أن يكون قضية لك؟؟ ————————————————————————————————————————– د.عبدالعزيزمحمد الدخيل بتاريخ 3 ديسمبر 2017م
مشاركة :