أمسية شعرية في صالون «فصيح»

  • 12/4/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حنفي | نظم صالون «فصيح» الأدبي أمسية شعرية بكافيه «مساحة 13» في الشويخ ماركت، شارك فيها مجموعة من الشعراء الشباب: عائشة العبدالله، فيصل الرحيل، محمد الهاشمي، فالح الأجهر، جابر النعمة، وادارت الأمسية عضوة الصالون أفنان عرب. بدأت الأمسية بالشاعرة عائشة العبدالله التي القت مجموعة من النصوص المفعمة بالعاطفة، حيث تصور أبياتها العالم الداخلي للمرأة بما يحمله من انتصارات وانكسارات بلغة قوية وصور مملوءة بالدفء، تقول عائشة العبدالله في قصيدة «عيني وعينك لا تكذبان»: لستُ اشتهاء المترفين.. لستُ انتظار العاشقين إن استطال بهم سفر.. لستُ اصطبار الأمّ في محرابها.. وضنينها.. تحت الحجر.. لستُ التحافك من رياحك والرياحُ هي القدر..! قلها إذن.. أقصرْ تطاول نظرتي.. لستُ ارتعاشتك القصيرة في الكلام.. وإذا التقت عيني بعينك والتقطنا دمعةً.. قل لي بها.. عيني وعينك تكذبان! لوحة في متحف عميان أما الشاعر فالح الأجهر فجاءت قصائده ممزوجة بنفس صوفي، حيث عبر بمفردات عذبة عن كثير من القضايا الإنسانية، في قصيدة «لوحة في متحف عميان» يصور مشهد هذا الطفل البائس بائع الدمى في ليلة باردة مظلمة فيقول: من بين كل السائرين لماذا أقبع في الشقاء؟ من بين أطفال المدينة.. النائمين على الوسائد في سكينة.. وحدي هنا.. أمشي أنا والبرد واللعب الرديئة والمساء.. وأبي الذي ركب السفينة.. ما ملّهُ السفرُ الطويل.. ورسائلُ الدمع الطويلة.. لم تصل يوما مكانه.. وعيون أمي وهي تبسم بسمة ثكلى حزينة.. كلماتها الغرقى ببحر البؤس أدمعها القتيلة.. وترنح الآمال وهي تسير في حبل الحقيقة.. وتكاد تسقط في الظلام.. لولا خيوط واهيات من رجاء نظرة فلسفية من ديوانه «تمهيدا لولادتي» راح الشاعر جابر النعمة يقرأ مجموعة من قصائده، حيث تبدو نصوصه مهمومة بالأسئلة الإنسانية الممزوجة بنظرة فلسفية، لعله الشعر يقدم إجابات لخلاص الإنسان نحو فضاءات الحرية والانعتاق، في قصيدته «جثة تنتحر.. جثث تنتظر» يقول: حيث أشعر باللاشعور أتهجى ظلام طريقي وأبحث عن منفذ للعبور من ترابي إن شيئا جديدا سيخنق عنق الكلام أترى الضوء يثقل في الظلام؟ أم ترى الضوء صوت اغترابي كم شككت بأني هنا وبأني أنا أيها القلب أما الشاعر محمد الهاشمي فتنوعت قصائده بين الهم العاطفي والهم الإنساني، في قصيدته «أيها القلب» تحمل ابياتها قدرا كبيرا من الحكمة والشجن حيث يقول: أيها القلـب لا تقلَّ اشتياقا فعذاب الغرام أشهى مذاقا ما حياة العقول من غير همٍّ وقلـوب لـم تشتعل أشواقا فاعصِ في الحب صوت عقلك واحذر لأمانيك يحتجبن نفاقا وسواءٌ على المحب عذول أو صديق يلومه إشفاقا البحر يلتهم الأفق الشاعر فيصل الرحيل في نصوصه يمزج الكلمة بالأسطورة، وتسيطر على أبيات رمزية عالية، كما في قصيدة «ليس مضحكًا على الإطلاق» التي أهداها «إلى البحر، الشاسع الذي يلتهم الأفق» حيث يقول الرحيل: أيُّها الأبديُّ الخالد يا قرين الملل، مثلك لا يلهو لا يشعر بوخز القطرة له لا يتصبَّب عرقًا لا يفهمُ لذة الزائل مثلي في حزم الأمتعة انتظار العاشقة الهزيلة التي غرست أقدامها في الرمل كمنارةٍ تستهدي بها السفن الشعر والرواية والنشر عريفة الأمسية أفنان عرب اجرت بين فقرات الشعر حوارا مع الشعراء، وسألت إن كان على الشاعر أن يكتب الشعر من وقع تجربة ذاتية أم يجسد في شعره قضايا المجتمع؟ فقال فالح الأجهر: هذا يعيدنا للثنائية اللغز «الفن للفن أم للمجتمع»، واكد ان الشعر ينبغي أن يخرج من داخل الشاعر ليلقى صداه عند القارئ، بينما رأى جابر النعمة أن الشعر في طريقه للانفصال عن الأدب، فهو كاللوحة والموسيقى، والشعر ينبغي أن يصدر عن تجربة إنسانية للشاعر، وقد تكون ذاتية أو بها قضية تمس المجتمع. وعادت افنان عرب وسألت الشعراء إن كان الشعر قد توارى أمام الرواية، وعن سبب عزوف الشباب عن قراءة الشعر، والناشرين عن نشره؟ فقال محمد الهاشمي ان الشباب أصبح يفضل قراءة الشعر في مواقع التواصل الاجتماعي وليس في ديوان، ولعل هذا سبب عزوف الناشرين عن نشر الشعر في مقابل نشر الروايات الشبابية. بينما رأى جابر النعمة أن ثقافة العرب سمعية في ما يتعلق بالشعر، بينما الرواية يجب ان تقرأ في كتاب وهذا سر رواجها عن الشعر، بينما قال فالح الأجهر ان تراجع الاهتمام بنشر الشعر ليس حكرا على الثقافة العربية، فجامعة أكسفورد ألغت تعاقدها مع الشعراء الذين تنشر لهم، بينما رأت عائشة العبدالله أن الشعر مازال بخير وله عشاق ومريدون وحركة نشره بخير، وان هناك أملا لأن يستعيد الشعر ألقه.

مشاركة :