ماكرون يزور الجزائر وسط تراكم خلافات الماضي الاستعماري

  • 12/4/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأربعاء بزيارة حساسة إلى الجزائر، حيث من المتوقع أن يؤكد مجددا على العلاقة الخاصة بين البلدين، محاولا في الوقت نفسه تجاوز خلافات فترة الاستعمار على غرار ما فعل الأسبوع الماضي في جنوب الصحراء الافريقية. وستتميز زيارة ماكرون إلى الجزائر التي كانت استعمرتها بين 1830 و1962 باللقاء مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة (80 عاما) في اقامته بزرالدة غرب العاصمة. ولا يستقبل بوتفليقة إلا القليل من القادة الأجانب بعد أن أصيب بجلطة دماغية في 2013. ولا يزال في السلطة التي تولاها منذ العام 1999. وكما اعتاد أثناء جولاته سيقوم ماكرون بجولة في وسط العاصمة الجزائرية. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون "يتمتع بصورة جيدة جدا في الجزائر"، موضحة أنه زارها مرارا حين كان وزيرا للاقتصاد. ويرى منصور قديدير الباحث الجزائري في العلوم السياسية أن "زيارات الرؤساء الفرنسيين للجزائر بات تقليدا" في بداية ولاياتهم والخروج عنه غير وارد" لأن "الرمزية مستمرة في القيام بدور مهم في التقارب بين البلدين". ومنذ فاليري جيسكار ديستان في 1975 الذي قام بأول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة، زار كافة رؤساء فرنسا الجزائر. وفي 1981 أكد فرنسوا ميتران أن "فرنسا والجزائر قادرتان على التغلب على خلافات الماضي وتجاوزها". وفي 2003 وقع شيراك مع بوتفليقة اعلان الجزائر الذي نص على "شراكة مميزة" بهدف تجاوز "ماض لا يزال أليما لا ينبغي نسيانه أو انكاره". ثم في 2007 ندد نيكولا ساركوزي بالنظام الاستعماري "الظالم" الذي كانت فرنسا أقامته في الجزائر، مضيفا "لكن من العدل أيضا القول إنه داخل هذا النظام كان هناك الكثير من الرجال والنساء الذين أحبوا الجزائر قبل أن يضطروا لمغادرتها". ولا زالت زيارة ماكرون للجزائر أثناء الحملة الانتخابية عالقة بالأذهان حيث وصف فيها الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه "جريمة ضد الانسانية". ولقي هذا التصريح ترحيبا في الجزائر مقابل انتقادات شديدة في فرنسا من اليمين واليمين المتطرف. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "مسألة الذاكرة" سيتم التطرق إليها أثناء الزيارة. والأمر يتعلق بالنسبة لماكرون وهو أول رئيس للجمهورية الخامسة الفرنسية مولود بعد حرب الجزائر، بـ"طي الصفحة وبناء علاقة جديدة". وكان ماكرون قال الأسبوع الماضي أثناء جولة في غرب افريقيا أنه ازاء الاستعمار "لا انكار ولا توبة. لا يمكن أن نبقى حبيسي الماضي". إلا أن الجزائريين ينتظرون بادرة بهذا الاتجاه على غرار إعادة جماجم المقاومين الجزائريين الذين قتلوا في خمسينات القرن 19 والمحفوظة في متحف الإنسان بباريس. وفي 2012 سمح اعتراف فرنسوا هولاند بالآلام التي سببها الاستعمار الفرنسي بتحسن في العلاقات بين البلدين. واحدى أولويات باريس إعادة دفع المبادلات الاقتصادية في وقت تركت فيه فرنسا مكانها كأول مزود لإفريقيا للصين. وبين القطاعات ذات الأولوية صناعة السيارات والصيدلة والصناعات الغذائية. وتبقى فرنسا أول مستثمر خارج مجال المحروقات وأول موظف أجنبي في الجزائر مع 40 ألف وظيفة مباشرة ومئة ألف وظيفة غير مباشرة، لكن البلد يعاني من تراجع سعر برميل النفط الذي يوفر 95 بالمئة من مواردها الخارجية. كما ستشمل المباحثات الأمن الاقليمي والدولي خصوصا الأزمة الليبية ومكافحة الارهاب.

مشاركة :