‏‫قرأت في جريدة عكاظ قبل أيام قليلة مقالاً شدني للكاتب الاخ محمد العصيمي يحمل عنوان (التكسب ... الفساد الصامت) وقد جاء في إحدى فقرات المقال ما يلي : ( اذا كانت لديك معلومات لا يعلمها غيرك وأن هناك طريقاً سيمر من هذه الأملاك ثم ذهبت واشتريت هذه الأملاك باسمك أو باسم غيرك لتستفيد من ثمن نزع الملكية فيما بعد ، فأنت أشد الفاسدين .. وإذا أوصيت "ربعك" ليشتروا هذه الأملاك فانت آثم في حق نفسك وحق أصحابها الأصليين الذين لا يعرفون ما تعرفه وقد ضيعت عليهم فرصة الاستفادة المادية الأفضل من مرور الطريق عليها) وإني إذ أشكر للكاتب العصيمي تجسيده الواقعي لنوع لمسه من أنواع الفساد المالي والإداري فإن مسرح الحياة مليء بمثل هذه الصور السيئة التي لا يؤديها إلا من تنطبق عليهم صفة أفسد الفاسدين التي أطلقها الكاتب الأخ العصيمي على من تكون لديه معلومات على مناطق نزع ملكيات لصالح المشاريع العامة فيستغل معرفته بها ليكسب من ورائها السُحت عن طريق شراء أملاك محدودة ومعروفة لديه وأنها سوف تكون ذات أهمية عقارية إما لانها سوف تنزع وسوف يكسب الفارق بين ما دفعه لأصحابها وبين تثمينها المرتقب وإما لأن موقعها سوف يتحسن عن طريق نزع ما أمامها من عقارات وتصبح ذات شروط استثمارية أفضل كأن تكون في موقع متأخر فتغير بعد نزع الملكيات فتكون بعدها على شارع عام ويتضاعف ثمنها عشرة أو عشرين ضعفاً على أقل تقدير . فإذا كان الكاتب العصيمي قد تناول في حديثه هؤلاء الناس ، فماذا سيقول عمن تكون لديه معلومات عن مسارات المشاريع ويكون له معرفة بالتثمين، فهو لا يكتفي باستخدام معلوماته لشراء المواقع الموضحة للنزع بل حتى التي سوف تُنزع وتقدر لاحقاً لأنه يعلم أن سعرها الجديد سيكون مضاعفاً عدة مرات لأن من بيده القلم لا يكتب نفسه شقياً . إن ما ذكره الكاتب العصيمي عن صور الفساد موجود ويتم الحديث عنه اجتماعيا وإعلامياً ،فأين عنه الجهات المالية والرقابية وغيرها من الجهات التي أنشأتها الدولة أعزها الله لمحاربة الفساد المالي والاداري لان ما يتناوله الكتاب والإعلام وما يتحدث عنه المجتمع انما هو صدى لما يحصل على مسرح الواقع في هذه الحياة وليس من المعقول أن لا يصل صدى ما يُكتب ويقال إلى جهات الاختصاص، فهل تتحرك لتُوقف هذا النوع من أنواع الفساد ؟. assas.ibrahim@yahoo.com