لا صراخ يعلو على صراخ التعليق الرياضي

  • 9/21/2014
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر المعلق الرياضي المتمكن جزءاً من متعة كرة القدم، وعنصرا محفزا للمتابعة خلف الشاشة لمن لم يتمكن من حضور المباريات، فهو بأسلوبه ومعلوماته وثقافته وتركيزه على الاحداث المهمة ونقده وتفاعله ومعرفته لما يريده المتابع يستطيع ان يبعد الملل والرتابة عن المشاهد بما يشده ويجذبه لمتابعة اللقاء، وفي حقبة مضت كانت صفحة التعليق السعودي تحفل بالاسماء المؤثرة سعودية وغير سعودية بداية بزاهد قدسي يرحمه ومحمد رمضان، ثم جاء جيل محمد البكر وناصر الاحمد ورجاء الله السلمي وفهد العتيبي وعيسى الحربين واسماء أخرى نالت ثقة الرياضيين ولكنها غادرت الى قنوات غير سعودية بحثا عن معانقة الفرص ومواصلة التعليق، وبوفاة البعض واعتزال البعض الآخر وابتعاد فئة اهتز التعليق الرياضي السعودي وأصبح في وضع لايحسد عليه وبدأت القنوات التي تنقل الدوري والمسابقات السعودية الأخرى تبحث عن الاسماء المؤثرة والمقبولة من الوسط الرياضي، وتم جلب الكثير من الاسماء ولكن الكثير بكل أسف لم يضف أي جديد بل اصبح عبئا على القنوات، حتى اضطر بعضها لإبعاده واستبداله باسماء أخرى سارت على النهج في الصراخ والاسهاب بالكلام من دون تقديم أي معلومات مفيدة، وبعضها كان سببا من اسباب واثارة غضب الجماهير واحتقان الشارع الرياضي. تراجع التعليق السعودي وشح الاسماء المؤثرة والمقنعة يعود الى غياب الآلية الصحيحة في البحث وانتقاء المعلق المميز والمجاملات، فضلا عن الغاء لجنة التعليق التي كانت فيما مضى تتولى هذا الأمر وتوزع الاسماء المهمة على المباريات الكبيرة وترسم لهم سياسة التطوير على الرغم من شح الامكانات، والغريب أنه لا القنوات السعودية عندما كنات تنقل المسابقات ولا رعاية الشباب ولا اتحاد الكرة اهتموا بهذا الأمر وحرصوا على صناعة المعلقين، بل انهم نسوا أن هناك جيلا من الممكن الاستفادة من خبرته ورسم سياسة جديدة وايجابية لتطوير التعليق والأخذ به إلى ماينشده المتابع، فواحد من أبرز الاسماء التي مرت على التعليق والاعلام الرياضي السعودي مثل المعلق الشهير الزميل محمد البكر بات بعيدا عن المشاركة او تولي مهمة تطوير التعليق والمساعدة في وضع البرامج والندوات والورش التي تنهض به خصوصا أن خبرته تجاوزت 35 عاما في الصحافة والاعلام في مختلف وسائله والتعليق، وتغييبه وهو الاعلامي الخبير وصاحب الاراء المتزنة البعيدة عن التشنج يضع العديد من علامات الاستفهام لاسيما في ظل الانفلات الاعلامي الذي اصبح يشوه الاعلام المقروء والمرئي. البكر في ورشة العمل الثانية للإعلاميين الرياضيين التي نظمتها واشرفت عليها اللجنة الأولمبية السعودية في الدمام قدم رؤية مميزة عن الاعلام الرياضي واسباب تغييبه للالعاب المختلفة، ولقيت محاضرته تألقا لافتا واصداء غير عادية، وهناك من طالب بأن تؤخذ رؤيته وتوصياته على محمل الجد لتطوير الاعلامي الرياضي، بل تسأل (لماذا يتم تغييبه عن البرامج والتعليق الرياضي وطرح تجربته عبر الاعلام في مختلف وسائله حتى تستفيد منها الاجيال وتساهم في تطوير ورقي الاعلام الرياضي والتعليق الذي تراجع كثيرا حتى اصبح سببا من اسباب تنفير المشاهد واحيانا متابعة المباريات من دون صوت).

مشاركة :