أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن العلاقات بين موسكو وواشنطن دخلت مرحلة يمكن مقارنتها بالحرب الباردة في كثير من النواحي. وذكر ريابكوف، في خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء في الغرفة الاجتماعية الاتحادية، أن العلاقات الروسية الأمريكية لم تتحسن منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم ولا يزال الوضع بها في غاية الصعوبة. إحدى ميزات المرحلة الراهنة في علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي غياب قوانين اللعبة الواضحة المعترف بها من قبل الطرفين، وغياب النموذج الذي يمكن اللجوء إليه لتسوية الخلافات. سيرغي ريابكوف وكرر ريابكوف تكذيب موسكو للمزاعم بشأن تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، محذرا من أن خصوم ترامب لا يزالون يستغلون الملف الروسي كسلاح في صراعهم السياسي ضد سيد البيت الأبيض. وحمّل ريابكوف الولايات المتحدة المسؤولية عن نسف المبادرات التي تتقدم بها روسيا في مجال الأمن الإلكتروني، وخاصة تلك التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء أول لقاء له مع ترامب في مدينة هامبورغ الألمانية على هامش منتدى مجموعة العشرين في 7 يوليو/تموز المنصرم. وحذر نائب الوزير من أن الولايات المتحدة قد تقدم، مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في روسيا، على خطوات سلبية جديدة فيما يتعلق بقانون العقوبات ضد موسكو، مشددا على أن روسيا لا تخشى ذلك. أكد الرئيس الأمريكي غير مرة في تصريحاته العلنية سعيه إلى تطبيع العلاقات مع روسيا والتعاون في البحث عن حلول للمشاكل العالمية الكثر خطورة، غير أن العديد من الخطوات التي تتخذها الإدارة الأمريكية تنسجم في الواقع مع نهج أسلافها وتهدف إلى الردع الشامل لبلادنا. سيرغي ريابكوف في الوقت ذاته، أكد ريابكوف التخفيف النسبي من حدة الهستيرية المعادية لروسيا داخل الولايات المتحدة في النصف الثاني من العام الجاري، محذرا الساسة الأمريكيين من أن زرع معاداة روسيا بين مواطنيهم قد ينسف العلاقات بين الشعبين لفترة بعيدة المدى. وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة تتميز، على ما يبدو، بالميل إلى اتخاذ خطوات حادة مع سوء التنبؤ بنتائجها. وفي هذا السياق، تطرق ريابكوف إلى السياسات الأمريكية الخارجية، قائلا إن موسكو لا تزال تسأل واشنطن بشأن شرعية تواجدها العسكري في سوريا، لا سيما في الضفة الشرقية لنهر الفرات. وحذر نائب وزير الخارجية الروسي من أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران سيستدعي تساؤلات بشأن قدرة الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاقات، مضيفا أن كوريا الجنوبية تتابع هذا الموضوع بعناية من أجل استخلاص استنتاجات مناسبة. وشدد الدبلوماسي الروسي على أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية أصبح على وشك حرب وخاصة بسبب تصرفات واشنطن وحلفائها، داعيا الولايات المتحدة إلى العودة للحوار بدلا عن تهديد بيونغ يانغ بالتدمير، كما جاء على لسان ترامب أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار ريابكوف إلى أن الإشارات بشأن إمكانية تصدير الولايات المتحدة أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لديها تأثير سلبي على الأوضاع في البلاد. وشدد الدبلوماسي على أن موسكو كانت ولا تزال تبذل جهودا من أجل تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، موضحا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يجري يوميا اتصالات مع زملائه الأمريكيين. يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوميا - وذلك ليس مجرد استعارة بل أمر واقع - الحوار ويعمل على دعم العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة والتعاون معها قدر الإمكان في المسائل الدولية. سيرغي ريابكوف وذكر ريابكوف أنه من المقرر أن يعقد لافروف لقاء مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون في فيينا الخميس المقبل. المصدر: وكالات نادر عبد الرؤوف
مشاركة :