ولفت النظر إلى أنه جرى تسليط الضوء على الدور العلمي للمدينة المنورة عبر العصور بوصفها مركزاً علميًا, من خلال وجود المكتبات الوقفية العامة بالمدينة المنورة التي تزخر بآلاف المخطوطات والكتب العلمية النادرة, وكذلك وجود مجمع الملك فهد للعناية بالقرآن الكريم وطباعته ونشره إذ يعدّ المجمع الوحيد في العالم الذي يعتني بالقرآن وترجمته ودراسته ونشره. وأفاد أن المعرض يحوي أقساماً أخرى تتحدث عن بركة المدينة المنورة وفضلها وحرمتها, ونشأتها, وهويتها وأصالتها العمرانية وما شهدته من مراحل تطوّر شاخصة خلال العهد السعودي الزاهر وازدهارها وتطور الناحية العمرانية فيها, كما خصّص قسم لاستعراض الناحية الاقتصادية لطيبة الطيبة وأثر الزراعة الاقتصادي في المدينة المنورة قديماً وحديثاً, وأثر التجارة في المدينة المنورة بوصفها مقصداً للزائرين وطريقاً للعابرين ما جعلها مركزاً لتبادل السلع. ويبرز في المعرض قسم خاص عن المسجد النبوي الشريف يضم رؤية كاملة متدرجة عبر العصور لكل مراحل بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال التصوّر التقريبي للمسجد عند تأسيسه, وبعد تحويل القبلة, وسلسلة لوحات متعددة بالمراحل التي مرّ بها المسجد في توسعاته عبر العصور, مع بيان تفضيلي لأبعاد كل توسعة من التوسعات منذ التوسعة النبوية التي أحدثها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر إلى التوسعات المتلاحقة التي تمت في العهد السعودي الحاضر. ولم يغفل المعرض مستقبل المدينة المنورة, حيث يقدّم تصوراً لما ستشهده المرحلة المستقبلية للمدينة المنورة بدءًا بمراحل التوسعة الكبرى للمسجد النبوي في عهد خام الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وكذلك القفزة العمرانية والحضارية في طيبة الطيبة على مختلف الأصعدة, وتحولها إلى مدينة ذكية, بما في ذلك النهضة التي ستشهدها قطاع المواصلات. وبين الغفاري أن المعرض يحوي صالة مغلقة للعرض المرئي تستوعب نحو 50 زائراً يشاهدون فيها أفلاماً وثائقية تحكي جوانب من تاريخ طيبة الطيبة منذ عهد النبوة, مبينًا أن العرض روعي فيه أن يكون شاملاً ويقدّم في مدة وجيزة, وذلك من خلال خمسة برامج عرض تقدّم بست لغات تشمل (العربية, والإنجليزية, والأوردو, والفرنسية, والإندونيسية, والتركية) بحيث تتراوح مدة عرض البرنامج بين 27 دقيقة, فيما يصل المدة الإجمالية لكافة البرامج إلى ساعة وعشر دقائق تشمل خمسة عروض مرئية تتناول مقتطفات شاملة عن تاريخ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضياً وحاضراً. والتقت "واس" خلال جولتها في المعرض بعدد من الزائرين أثناء تجولهم بين أركان المعرض ومحتويته, حيث عبّر الزائر زروق عبدالله من وادي سويف بالجزائر عن إعجابه بجهود القائمين على المعرض والطريقة المثلى والمشوّقة لعرض تاريخ مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام, مشيراً إلى أنه اكتسب كماً من المعلومات الثقافية التي لم يكن يعرفها. ويقول الزائر سراوي أحمد من الجزائر أن زيارة المعرض منحته تصوراً شاملاً للمدينة المنورة التي شعّ منها نور الرسالة المحمدية الخالدة, مبيناً أنه حرص على توثيق ما شاهده ليستعيد هذا الكمّ من المعلومات القيّمة التي يحويها المعرض. وأبدى محمد حامد من العراق بإعجابه الشديد بما شاهده من مقتنيات ومعروضات داخل معرض " المدينة مأرز الإيمان" لافتاً النظر إلى أن المعرض يقدّم نبذة عن تاريخ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تحويه من إرث نبوي وآثار وتاريخ عريق يفخر به كل مسلم. // انتهى // 14:45ت م www.spa.gov.sa/1694914
مشاركة :