الأمم المتحدة، الموصل وكالات شنت الولايات المتحدة لأول مرة غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وسط مدينة الموصل شمال العراق. صرح بذلك شهود عيان أمس، حيث قالوا إن الغارات السابقة كانت تشن على مواقع وأوكار التنظيم داخل المنطقة المحيطة بالمدينة. وذكر السكان المحليون أن طلعات أمس شملت أحياء منطقة السكر والصديق والزهور بالساحل الأيسر من مدينة الموصل ومنطقة باب الطوب في مركز المدينة وأوقعت خسائر كبيرة، دون ذكر مزيد من التفاصيل، و تُعد مدينة الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال بغداد معقلا لميليشيات الدولة الإسلامية. وكان المتشددون استولوا عليها في هجوم خاطف منتصف يونيو ثم انطلقوا منها لاحتلال مناطق أخرى في العراق. وقامت الولايات المتحدة بتكثيف هجماتها على الموصل منذ عدة أيام، وتقول التقارير نقلا عن شهود عيان إن ما لا يقل عن 22 من مقاتلي التنظيم قتلوا الجمعة. وكان مقاتلو البشمركة الأكراد تمكنوا في وقت سابق من تحرير عديد من القرى المحيطة بالموصل بمساعدة الهجمات الجوية من أيدي مقاتلي التنظيم، كما فرضت القوات الكردية سيطرتها على سد الموصل ذي الأهمية الاستراتيجية. وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية الأمركي جون كيري أن لإيران «دورا» تلعبه في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي يسيطر على مناطق واسعة من أراضي العراق وسوريا، وذلك في إطار مساعيه لحشد التأييد لقتال التنظيم المتطرف. وكان علي خامنئي أعلن أنه رفض طلبا أمريكيا للتعاون معها بشأن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولم يؤكد المسؤولون الأمريكيون أو ينفوا التقدم بطلب من إيران، إلا أنهم لا يعدون إيران جزءاً من الائتلاف الدولي لمحاربة هذا التنظيم . وقال كيري في الاجتماع الذي شاركت فيه 35 بلدا في مجلس الأمن الدولي بطلب منه لحشد التأييد ضد «الدولة الإسلامية» أن «هناك دورا لكل دولة تقريبا بما فيها إيران في الحرب ضد التهديد الجهادي». وأضاف كيري أن المشاركة في الاجتماع أظهرت «الحاجة الواضحة لدينا جميعا من أجل الاتحاد والترحيب ودعم الحكومة العراقية الجديدة وبالطبع القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية الوحشي». وشكلت الأزمة الناجمة عن سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق تحديا لبعض الدول التي غالبا ما تكون على خلاف لمواجهة عدو مشترك. وقال كيري إن «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إرهابي بكل بساطة. لا هدف لديه سوى قتل كل من يقف بوجهه». وأضاف «أمام مثل هذا الشر، هناك خيار واحد: مواجهته بحملة شاملة ملتزمة وقادرة على إضعاف وتدمير هذا التهديد الإرهابي».
مشاركة :