تحتضن الكويت، قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ38 وسط غياب لعدد من قادة الخليج، رغم حضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وذلك بسبب خلافات في البيت الخليجي خاصة فيما يتعلق بالأزمة المتواصلة مع قطر، والتي تخطت شهرها السادس. ما عزز توقعات بعض المراقبين بأن القمة لن تخرج بقرارات مؤثرة فيما يتعلق بالملفات الشائكة في المنطقة عموما، وفي الخليج على وجه خاص. طغت الخلافات في وجهات النظر بين الدول الخليجية في الفترة الماضية على قمة مجلس دول التعاون الخليجي الذي يبدأ قمته السنوية في الكويت، فقد انخفض مستوى تمثيل الوفود الخليجية بشكل ملحوظ، وغاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أوفد وزير خارجيته رغم إعلان قطر مشاركة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ووافق أمير قطر على الدعوة لحضور القمة، لكن قبل ساعات على انطلاقها أوفد الملك سلمان وزير الخارجية عادل الجبير. وبث التلفزيون الرسمي الكويتي مشاهد من استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للجبير في المطار بصفته رئيس الوفد السعودي. وأرسلت البحرين نائب رئيس الوزراء فيما قالت وسائل الإعلام الإماراتية إن وزير الدولة للشؤون الخارجية سيمثل رئيس الدولة. مداخلة نور الدين مراح حول خيبة الأمل من ضعف التمثيل الخليجي في القمة ويأتي ذلك بعد أكثر من 180 يوما من الأزمة الخليجية التي أخذت في التفاقم بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، على خلفية اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب وتمويله، والتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وهو ما تواصل الدوحة نفيه بشدة. ومنذ ذلك الحين تتولى الكويت جهود الوساطة ضمن مجلس التعاون الخليجي، لكنها حتى الآن باءت بالفشل. ولم يعرف إن كانت القمة المقرر أن تبدأ في وقت لاحق اليوم ستتطرق إلى الأزمة الخليجية التي حذر أمير الكويت من أنها قد تؤدي إلى انهيار مجلس التعاون الخليجي الذي يضم كذلك سلطنة عمان. وأعلنت الإمارات الثلاثاء تشكيل "لجنة للتعاون" العسكري والإقتصادي مع السعودية، لترخي بذلك مزيدا من الشكوك حول مستقبل المجلس. وجاء في مرسوم أعلنه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن اللجنة ستكون مكلفة بـ"التعاون والتنسيق" بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. تأسس المجلس عام 1981، وهو تحالف سياسي واقتصادي يضم قطر والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى سلطنة عمان والكويت. أسوأ أزمة يمر بها مجلس التعاون الخليجي منذ تشكيله تهيمن السعودية على المجلس الذي يعد ثقلا موازيا لإيران. والاثنين عقد وزيرا خارجية السعودية وقطر محادثات عشية القمة، في أول اجتماع من نوعه منذ الأزمة الدبلوماسية في حزيران/يونيو. وجلس بينهما الوزير العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي، وضم الاجتماع أيضا وزراء خارجية الإمارات والبحرين والكويت. وبعد قطع كافة العلاقات مع قطر، فرضت السعودية وحلفاؤها حصارا بريا وبحريا وجويا على قطر وأعلنت لائحة من 13 مطلبا شرطا لرفع الحصار. وطالبت البحرين في تشرين الأول/أكتوبر بتعليق عضوية قطر في مجلس التعاون حتى قبولها بالمطالب. ويحذر الخبراء من أن الأزمة يمكن أن تؤدي إلى انهيار مجلس التعاون الخليجي. وقال ياسر فرج رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية الكويتي "إن أسباب وجود مجلس التعاون الخليجي في ظل أزمة مستدامة، تصبح غير ذات مغزى". وأضاف "طالما أن عدونا تغير من إيران إلى قطر، فإن مجلس التعاون الخليجي لن يستمر". فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 05/12/2017
مشاركة :