بدأت اليوم، أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها دولة الكويت، وتستمر يومين.ويرأس وفد المملكة في أعمال هذه الدورة، معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير.وألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة افتتح بها أعمال الدورة رحب خلالها بالمشاركين في هذه الدورة وانعقادها في موعدها المقرر، معرباً عن شكره وتقديره لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وإلى حكومة وشعب مملكة البحرين على جهودهم ورعايتهم أعمال الدورة السابقة.وثمن سموه دور قادة دول المجلس الذي يلبي آمال وتطلعات شعوب المجلس والمضي على مسيرة العمل الخليجي المشترك ما يقارب الأربعة عقود، داعيًا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال وتطلعات شعوب المجلس.كما دعا سموه إلى العمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي لإيجاد آلية محددة لفض النزاعات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية .وشدد على أن "أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لابد وأن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه لا يتأثر فيه أو يعطل آلية انعقاده".وأشاد سمو أمير دولة الكويت في كلمته، بدور المملكة العربية السعودية وجهودها البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية ونجاحها في توحيد كلمة المعارضة.وقال إن الكارثة الإنسانية والأزمة الطاحنة في سوريا لاتزال دائرة رغم ما تبذل من جهود دولية لإنهائها.. ولكن الأمل يبقى معقودًا على نجاح الاجتماعات واللقاءات والحراك لتحقيق التوافق المنشود وإنهاء ذلك الصراع المدمر.وأضاف أن الأزمات والصراعات التي لا تزال دائرة تشكل بؤراً تغذي ذلك الإرهاب، مؤكدًا أن المجتمع الدولي استطاع أن يحقق نصرًا واسعًا على الإرهاب في كل من العراق وسوريا إلا أن ذلك الخطر لا زال يهدد استقرار العالم والبشرية جمعاء.وأشاد أمير دولة الكويت في كلمته، بجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تدعم الشرعية وتقدم المساعدات الإنسانية لتخفيف وطأة الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني، داعياً مليشيا الانقلاب الحوثية إلى الامتثال لنداء المجتمع الدولي في الوصول إلى حل سياسي للأزمة عبر الحوار الجاد وفقًا للمبارد الخليجية وآلياتها التنفيذية وقررات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني .وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط، أعرب سمو أمير دولة الكويت في كلمته عن أمله في أن يتمكن المجتمع الدولي من تحريك عملية السلام للوصول إلى اتفاق سلام شامل وكامل يدعم استقرار المنطقة والعالم وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.وأكد سموه أن النظام الإيراني لايزال مخالفًا لقواعد العلاقات بين الدول في المنطقة التي ينظمها القانون الدولي والمتمثلة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وأنها تشكل هاجسًا كبيرًا، موضحًا أن المنطقة لن تشهد استقرارًا ما لم يتم الالتزام الكامل بتلك المبادئ.وأشار سموه إلى سعي بلاده إلى مواصلة العمل مع الحكومة العراقية لصيانة استقرار العراق، مشددًا على أهمية المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المتضررة بسبب الحرب ضد داعش الإرهابي المقرر عقده في دولة الكويت منتصف شهر فبراير من العام المقبل.وألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة خلال الجلسة الافتتاحية قال فيها إن دول المجلس تتطلع بكل ثقة وتفاؤل بأن تكون هذه الدورة بحكمة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح البالغة ورؤيته الثاقبة ونواياه المخلصة قمة خير وعزة ومنعة.وأعرب عن الأمل في أن تحقق هذه الدورة الأهداف النبيلة والسامية التي يسعى قادة دول المجلس بعزم ثابت وإرادة لا تلين وإخلاص مشهود ومعهود إلى تحقيقها تلبية لآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من التواصل والترابط والتكاتف.وأضاف معاليه : إن انعقاد هذه القمة يؤكد حرص قادة دول المجلس واهتمامهم بمسيرة العمل الخليجي المشترك وأهدافها النبيلة وجهود القادة المؤسسين لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط كما نص عليه النظام الأساسي لمجلس التعاون متطلعين إلى الغد المشرق المأمول وأن يظل مجلس التعاون كيانًا متماسكًا ومتضامنًا، معبرًا عن عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة وحصنًا منيعًا لحفظ الأمن والاستقرار وواحة للنماء والازدهار في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع.وشدد معاليه على ضرورة الحفاظ على المنظومة الخليجية الطموحة والحرص على تماسكها وتضامن وتكاتف دولها وترسيخ مرتكزات الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية.وأوضح أن المجلس الوزاري الخليجي أنهى في اجتماعه التحضيري بحث كافة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال هذه الدورة وأوصى برفع ما تم التوصل إليه من نتائج إلى المجلس الأعلى لقادة دول المجلس للتوجيه وإصدار القرارات اللازمة بشأنها .وأعرب الزياني عن الأمل في أن تكلل أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح وأن يسدد على طريق الخير مساعي قادة دول المجلس الخيرة ويديم على دول المجلس نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
مشاركة :