قصةُ أسرةِ تركية اتهمتُها السلطاتُ التركية بانتمائِهم إلى الداعي فتح الله غولن عقبَ محاولةِ الانقلاب التي جرت أحداثُها في العام الفين وستةَ عشر. فرتُ الأسرةُ إلى اليونان عابرةً نهر إيفروس على متن قاربٍ بلاستيكي، ومن ثم اضطر الوالدان وأبنائهُا الثلاث إلى السير على الأقدام قرابةَ العشرين كيلومترا. وبغاية التهوين على الأطفالِ الثلاث وخاصةً رنا التي لم تتجاوز من العمر الأربعةََ أعوام، قص الأبُ على أبنائه قصة اللعبة المكونة من مستويات ثلاثة. بأن يلعبوا لعبةً تتكون من ثلاثةِ مستوياتٍ البحر والبر والعبور ووعدهم الأب بجائزةٍ كبيرة إذا اجتازوا معا المحنَ الثلاث. تحسين الأب الذكي الذي حاول التخفيف عن أبنائه عن طريق اختلاق لعبة مجازية. تحسين الأب أخبر ابنته قائلا: " سنلعب لعبة من ثلاثة مستويات، إذا أكملناها أعطيكِ جائزة". وشرحت لها اللعبة مطالبا إياها بعدم البكاء والامتناع التام عن الكلام خلال المستويات الثلاثة. المستوى الأول هو عبور النهر إلى اليونان، ثم المشي لفترة طويلة جدا. المستوى الثاني الاستسلام للشرطة اليونانية التي سوف تحتجزنا في مكان مغلق، هو السجن، لمدة يومين أو ثلاثة. وطلبت منها عدم الكلام أبدا والانصياع إلى الأوامر.. وألا تشتكي أو تبكي الخطوة الثالثة إذا تم الافراج عنا سنذهب إلى أثينا. وحاولت أن أوضح لها أن سكان المدينة لا يتحدثون التركية، وسيتوجب عليها تعلم لغتهم لتتمكن من إيجاد أصدقاء والذهاب إلى المدرسة... وإذا أحسنت صنعا يا ابنتي سنعود إلى أنقرة. عقب محاولة الانقلاب التركي الفاشل، ثلاثمائة أسرة هربوا إلى اليونان مجازفين بحياتهم وحياة أبنائهم، معظم هذه الأسر التركية تقدمت بطلبات لجوء ولكن يتوجب عليهم الانتظار لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات للحصول على إجابة.
مشاركة :