أكد خبيران مصريان لـ»المدينة» أن الخلافات بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الجيش الأمريكي حول آليات الحرب على تنظيم «داعش الإرهابي» يطرح الكثير من التساؤلات حول نتائج الحرب عليها، مؤكدين أن الخلاف الذي كشفته صحيفة «واشنطن بوست» يقلل من فرص النجاح ويزيد من تشكك أعضاء التحالف وربما عدم مشاركة بعض أعضائه في الحرب المقبلة، وأشارا الى أن الخلاف يدور حول وجود قوات برية أمريكية على الأرض حتى تكمل دور الضربات الجوية، وهو ما أكده الجنرال الامريكي المتقاعد جيمس ماتيس، الذي عمل في إدارة أوباما حتى العام الماضي أمام الكونجرس بقوله: إن الحظر التام للقتال الأرضي يقيد يد الجيش وأن توجيه ضربات جوية فقط يمكن أن يأتي بنتائج عكسية ضد الولايات المتحدة ويؤدي إلى تقوية أعدائها.وقال مدير المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد: إن القضاء على «داعش» يتطلب وجود قوات على الارض لمطاردة وتصفية عناصر «داعش» موضحا أن الضربات الجوية سوف تضعف تنظيم «داعش» ولكنها لن تقضي عليه، وأشار رشاد إلى أن «داعش» ستلجأ الى حرب العصابات نظرًا لعدم قدرتها على مواجهة الطيران، كما ستلجأ الى اتخاذ الكتل السكنية دروعًا لها ضد الضربات الجوية، مشيرًا إلى أن قصف سلاح الجو الأمريكي المدعوم من التحالف يزيد من الخسائر البشرية بين المدنيين وهوما قد يخلق رأي عام مضاد للحرب على داعش ويزيد من التعاطف الشعبي لها، وأضاف رشاد: إن الوسيلة المثلى للمواجهة تتمثل في امداد قوات برية من الجيش العراقي والعشائر بالاسلحة على غرار ما تم مع الاكراد حتى نجحوا في وقف زحف التنظيم على اقليم كردستان فيما قال قائد القوات المصرية في حرب الخليج اللواء محمد علي بلال: إن الضربات الجوية ضد «داعش» لن تحقق الاهداف التي يدعو لها التحالف الدولي، وأن ذلك يعيد استنساخ الحرب الامريكية على تنظيم القاعدة وطالبان في افغانستان ولم تحسم قوات الناتو المعركة حتى انسحابها من افغانستان، وقال: إن الضربات الجوية بدون قوات برية على الارض لن تحقق تصفية «داعش» على الارض، الا اذا كانت الولايات المتحدة تريد إضعافها فقط وليس تصفيتها وأشار الى أن الحرب ضد عصابات «داعش» تستهلك جهدا ووقتا ولا تحقق أي نوع من النتائج الإيجابية إلا بالاشتباك البري، لأنها ليست منظمة وليست لها قواعد ثابتة مثل الجيوش، مشيرا إلى أن الفترة القصيرة الماضية شهدت تنفيذ 140 ضربة جوية أمريكية على داعش في العراق إلا أنها لم تسفر عن شيء حتى الآن. وقال بلال: إن عناصر «داعش» سوف تواجه الضربات الجوية بالاختباء بالخنادق والتحصن داخل المناطق السكنية مما يزيد من الخسائر في أرواح المدنيين بسبب الضربات الجوية.
مشاركة :