شهدت العاصمة اليمنية صنعاء سلسلة من الغارات النوعية التي شنتها مقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في المدينة، فيما توقفت الحركة في شوارع المدينة على خلفية اغتيال الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، مع استمرار الميليشيات باستفزاز السكان بالاحتفالات التي أطلقتها عناصرها، وعمليات الدهم والاعتقال والقتل لمن يعارضها من أنصار صالح أو غيرهم، في حين انضم العديد من قوات حزب المؤتمر الشعبي وقبائل الطوق لقوات الشرعية في مواجهة الميليشيات الحوثية. وتفصيلاً، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة للمرة الأولى القصر الجمهوري في منطقة التحرير وسط المدينة بتسع غارات متتالية، أدت إلى تهدم أجزاء كبيرة منه، ومصرع وإصابة عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الحوثية التي تجمعت فيه، بينهم قيادات بارزة في صفوفها، وتم التكتم عليهم وعلى عدد قتلاهم. وأشار شهود عيان في المنطقة إلى أن سيارات الإسعاف وعربات عسكرية تابعة للميليشيات هرعت إلى منطقة القصر، عقب وأثناء الغارات، لنقل الجرحى والمصابين من عناصرهم وقياداتهم مع إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى القصر، فيما تم تدمير عدد من تلك العربات في الغارات المتتالية لمقاتلة التحالف. كما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات للميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة من المدينة، التي دوت فيها انفجارات ضخمة، مساء الاثنين - الثلاثاء، ووصفت من قبل سكان المدينة بأنها الأعنف منذ شهور، واستهدفت مواقع في منطقة حدة بعد تمركز عناصر الميليشيات فيها، كما استهدفت بخمس غارات تجمعات لهم في منطقة السبعين جنوب المدينة، واستهدفت عربات عسكرية للميليشيات في محيط جسر الرئاسة بالسبعين أيضاً وأخرى أمام بوابة دار الرئاسة، وقصفت مديرية سنحان جنوب العاصمة بسلسلة من الغارات، مستهدفة آليات عسكرية للمليشيات متمركزة في مناطق متفرقة بالمديرية. من جهة أخرى، شهدت العاصمة عمليات مداهمة واقتحامات نفذتها ميليشيات الحوثي ضد مقار ومنازل قيادات تابعة لحزب المؤتمر الشعبي عقب اغتيالها صالح، وقامت باعتقال عدد من كوادر الحزب بينهم عائلات كبار القيادات، كما قامت بنهب ومصادرة وثائق وممتلكات الحزب، بعد اقتحام مكاتب ومقاره في عدد من مناطق العاصمة، وقامت بقتل حراس جامع الصالح وتلك المقار والمنشآت التابعة للحزب بعد اعتقالهم. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء اليمني السابق، خالد بحاح، أن عملية اغتيال صالح تنذر بمرحلة صعبة قادمة على اليمن، وأن الأمر يستدعي اصطفافاً وطنياً وإقليمياً ودولياً عاجلاً لإخراج البلاد من دائرة العنف. وتعيش ميليشيات الحوثي، التي تنتشر بكثافة في شوارع العاصمة، حالة من الخوف والذعر تحسباً لردود فعل غاضبة ومتوقعة من قبل قوات المؤتمر الشعبي العام وأنصار المغدور صالح، من أبناء المدينة والقبائل المحيطة بالعاصمة، مع ازدياد حالة الغضب الشعبي بعد دعوة زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، إلى الاحتفال بقتل صالح. وفي جبهات القتال على تخوم العاصمة أكدت مصادر ميدانية أن عمليات ترتيب واستقبال لجنود من قوات المؤتمر تشهدها جميع الجبهات في نهم صنعاء وصرواح ومأرب، مشيرة إلى وجود استعدادات مكثفة وعمليات إعادة انتشار لتلك القوات، تمهيداً لتنفيذ توجيهات قيادة الجيش العليا باقتحام العاصمة، بالتنسيق مع قبائل الطوق وقوات المؤتمر المنضمة إلى الشرعية. فيما أوضحت مصادر محلية في مديرية سنحان مسقط رأس صالح، أن معارك اندلعت بين أبناء سنحان وميليشيات الحوثي في منطقتي الجحشي ومسعود على تخوم المديرية التي تم فيها تصوير مشاهد مقتل صالح من قبل الميليشيات. وأوضحت المصادر أن عمليات اشتباك ووضع كمائن تمت من قبل قوات المؤتمر الشعبي العام في جبهات نهم، أدت إلى مصرع وإصابة عدد كبير من عناصر الميليشيات، فيما شهدت جبهات مأرب وشبوة مواجهات بين الجانبين. وفي شبوة شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في مناطق قرن صوفة وشعب الدقيق والطريق العام، في منطقة الصفحة غرب مديرية عسيلان، أدت إلى تدمير آليات عسكرية وأسلحة متنوعة. وفي مأرب أكدت مصادر عسكرية وصول أعداد كبيرة من قوات المؤتمر إلى المنطقة العسكرية الثالثة للانضمام إلى صفوف الشرعية في مواجهة ميليشيات الحوثي، بينهم ضباط كبار، كما توافدت أعداد كبيرة من أبناء قبائل الطوق إلى المنطقة للغرض ذاته. وفي البيضاء أكد مصدر مقرب من أسرة أمين عام حزب المؤتمر المساعد، ياسر العواضي، أنه بخير ولم يقتل أو يُصَب أثناء اقتحام منزل صالح في صنعاء من قبل الميليشيات. وأكدت المصادر أن أكثر من 400 من أعضاء وقيادات حزب المؤتمر تم اعتقالهم في العاصمة والمحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرة الميليشيات، ومنها إب والمحويت وحجة والحديدة وعمران وذمار والبيضاء، في حين تمكن عدد منهم من الوصول إلى مأرب والانضمام إلى صفوف الشرعية. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن المواجهات بين ميليشيات الحوثي الإيرانية وقوات حزب المؤتمر الشعبي أسفرت عن مقتل 234 شخصاً وإصابة 400 آخرين بجروح منذ الأول من ديسمبر.
مشاركة :