محمد بن راشد: نهضة الأمم تكمن في الارتقاء بقدرات علمائها ومفكريها

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الدولة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تولي العلم والعلماء أهمية ضمن أهدافها الاستراتيجية، لما لهم من دور بارز ورئيس في دعم توجهات الدولة، وتقديم المشورة العلمية والتخصصية في مشروعاتها، باعتبارهم ثروة وطنية تراهن عليهم في مسايرة ركب العالم المتطور.نائب رئيس الدولة: - «(مَجمع العلماء) المنصة الحاضنة لكل علماء المنطقة، والبيئة المحفزة للبحث والإنتاج العلمي واستشراف المستقبل». - «هدفنا إحياء روح الإنتاج العلمي لخدمة الإنسانية، وتعزيز دور العلماء في المسيرة التنموية للدولة». - «نريد علماء شباباً يواصلون الإنجازات، ويقودون مسيرة الدولة التنموية والمرحلة المقبلة نحو مئويتنا». تعزيز دور العلماء يعتبر مجمع محمد بن راشد للعلماء إحدى مبادرات مجلس علماء الإمارات، الذي تم الإعلان عنه ضمن خطة ومبادرات المجلس، بهدف إيجاد مجتمع علمي في الدولة من مختلف التخصصات، وتعزيز دور العلماء في مسيرة الدولة التنموية، إلى جانب استشراف تطور المجالات العلمية والتكنولوجية لصناعة المستقبل، ويضم المجمع نخبة من العلماء والباحثين من المجتمع العلمي، بحيث يتم إنشاء قاعدة علمية ومعرفية، وبناء قدرات بحثية وطنية، فيما يكون الانتساب إلى المجمع شرفاً علمياً. خلق بيئة محفزة على الابتكار تعد ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي مبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتكريم العلماء والباحثين، المتخصصين من أصحاب الإنجازات والإسهامات في مختلف المجالات، وتهدف لتكريم أهل العلم من الطلبة والعلماء والباحثين، وتعزيز مكانة العلم في المجتمع، بحيث يصبح العالِم والباحث والمخترع قدوة ومصدر فخر للوطن، بالإضافة إلى تشجيع وخلق بيئة تحفز على الابتكار والبحث العلمي، وتأهيل جيل من العلماء والباحثين الإماراتيين، خصوصاً من فئة الشباب. أجندة الاجتماع السنوي يأتي الاجتماع السنوي لمجمع محمد بن راشد للعلماء، استجابة لرسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي وجهها للمجتمع العلمي في الإمارات، حيث تم تخصيص ثلاثة محاور رئيسة لجلسات محور العلوم الصحية، ومحور الهندسة والتكنولوجيا، ومحور العلوم الطبيعية، للخروج بمبادرات ووضع التصورات، وتطوير خطط ومبادرات علمية، بما يسهم في تحقيق الاستراتيجيات والأهداف الوطنية، ويثري الساحة العلمية محلياً وعالمياً. ففي محور العلوم الصحية، تمت مناقشة احتياجات وتحديات القطاع الصحي لدولة الإمارات، وكيفية إسهامها في تحقيق رؤية القيادة العليا، وفرص التنمية وآلية الاستثمار فيها، إلى جانب توظيف الذكاء الاصطناعي والابتكار في البحوث العلمية وتوظيفها بشكل استراتيجي ومنهجي. كما تناول محور الهندسة والتكنولوجيا، ضمن جلساته، عدداً من الموضوعات العلمية، توزعت حول التكنولوجيا الحيوية، وتطوير البنية التحتية الصناعية والتكنولوجيا، إلى جانب العلوم الرقمية والتطبيق، وعلوم الاستدامة والتطبيقات، كما ناقش الحضور التحديات التي يواجهها قطاع العلوم والتكنولوجيا في الدولة، وبحث سبل تطويره. وتضمّن محور العلوم الطبيعية ضمن الجلسات مناقشة عدد من الأطروحات والتساؤلات العلمية، ووضع تصورات حول كيفية إسهام مجالات العلوم الخاصة في تحقيق رؤية الإمارات للاكتشاف العلمي، وآلية استقطاب العلماء للانضمام إلى مجتمع العلوم الطبيعية في دولة الإمارات، إلى جانب تطوير سياسات جديدة تساعد على الابتكار وتشجيع البحوث العلمية. وتم استعراض كل النقاشات والأفكار في ختام الجلسات، وعرض حزمة من المبادرات والمشروعات التي من شأنها تطوير سياسات وبرامج في المجال العلمي، وسيقوم المجمع بدراستها والإعلان عنها خلال الفترة المقبلة. وقال سموه إن «نهضة أي مجتمع وأمة تكمن في الاستثمار والارتقاء بقدرات علمائها ومفكريها، وتوظيفها بشكل فاعل في تقدمها ونهضتها»، مضيفاً سموه: «أطلقنا مَجمع محمد بن راشد للعلماء، المشروع الوطني الأول من نوعه عربياً، الذي سيكون المنصة الحاضنة لكل علماء المنطقة، والبيئة المحفزة للبحث والإنتاج العلمي واستشراف المستقبل». جاء ذلك خلال حضور سموه جانباً من الاجتماع السنوي الأول لمجمع محمد بن راشد للعلماء، الذي عُقد بمتحف الاتحاد في دبي، بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين من مختلف التخصصات العلمية من المجتمع العلمي في دولة الإمارات، وخُصصت أجندته لمناقشة عدد من التحديات العلمية ضمن ثلاثة محاور رئيسة، وذلك لصياغة مبادرات استراتيجية للمسيرة العلمية في الدولة، والعمل على خلق مجتمع علمي وصولاً لمئوية الإمارات 2071. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «هدفنا إحياء روح الإنتاج العلمي لخدمة الإنسانية، وتعزيز دور العلماء في المسيرة التنموية للدولة، وتشجيع الأبحاث وخلق مجتمع إماراتي علمي من مختلف التخصصات العلمية»، مضيفاً سموه: «منطقتنا زاخرة بإرث وتاريخ وعلماء أضافوا الكثير للإنسانية، واليوم نريد علماء شباباً يواصلون الإنجازات، ويقودون مسيرة الدولة التنموية والمرحلة المقبلة نحو مئويتنا». حضر الاجتماع سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، ووزيرة الدولة رئيسة مجلس علماء الإمارات، سارة بنت يوسف الأميري، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، على هامش الاجتماع، الفائزين بميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي، وهي أرفع ميدالية وطنية تكرّم أهل العلم من أصحاب الإنجازات والإسهامات في مختلف المجالات، وتمثل شرفاً علمياً رفيعاً لتكريم العلماء، وتعزيز مكانتهم في المجتمع، بحيث يصبح صاحبها قدوة ومصدر فخر للوطن. وقال سموه إن «ميدالية التميز العلمي تكريم للعلم والعلماء، فهُم الداعم الرئيس للحكومة نحو تحقيق أهدافها وريادتها عالمياً». وحاز الميدالية هذا العام: الدكتور سعيد الخزرجي من دولة الإمارات، والدكتور حسان عرفات من المملكة الأردنية الهاشمية، لإسهاماتهما في المجال العلمي والتطوير البحثي. إذ كرّس الخزرجي أبحاثه العلمية لخدمة وطنه، لاسيما في تقنيات المياه العذبة التي يمكن للدولة الاستفادة منها بشكل كبير، واخترع جهازاً له القدرة على امتصاص المياه من رطوبة الجو في حاويات مخصصة، من دون الحاجة إلى الطاقة الكهربائية، وباستخدام مادة كيميائية ذات استجابة حرارية خاصة تمكّنه من امتصاص جزيئات الرطوبة من الهواء عند انخفاض درجات حرارة الجو، وإطلاقها تلقائياً على هيئة مياه عند ارتفاع درجات الحرارة، بحيث يمكن الاستفادة من هذه المياه في ري المحاصيل الزراعية، ما يحدّ من ظاهرة نضوب مياه الري في بعض المناطق الزراعية بالدولة، علاوة على أن هذا الاختراع يخفف من نسبة الرطوبة في الأماكن التي يُستخدم فيها. وحصل الخزرجي على جائزة راشد للتفوق العلمي في دورتَي عامَي 2008 و2012، وله نحو 50 مقالاً علمياً منشورة في مجلات علمية مرموقة تتناول موضوعات علمية متنوعة. وبدأ الخزرجي مسيرته العلمية عام 1999 وتخصص في الهندسة الكيميائية، ونبغ في التحصيل العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه في عام 2011 من الولايات المتحدة الأميركية، ويعمل حالياً أستاذاً مساعداً في الهندسة الكيميائية، ومدير مركز أبحاث الغاز بالمعهد البترولي في أبوظبي، التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث. أما الدكتور حسّان عرفات فله إسهامات عدة في مجال تطوير التكنولوجيات الخاصة بتحلية المياه ومعالجتها بالاعتماد على الطاقة المتجددة، وبما يتماشى مع التوجهات والأهداف الوطنية، وذلك بالتعاون مع باحثين من معهد مصدر بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، وباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وعمل عرفات على تطوير أسلوب جديد لتحلية المياه، يسمى التقطير الغشائي، يسمح بإنتاج المياه العذبة من مياه البحر باستخدام طاقة حرارية منخفضة، وبما قد يسهم مستقبلاً في توفير حل منخفض الكلفة وفعال لاحتياجات المستخدمين في المناطق النائية. واشتهرت إسهامات عرفات في مجال تحلية المياه على الصعيد الدولي، وأصدر كتاباً عن تحقيق الاستدامة في تحلية المياه، هو الأول عن هذا الموضوع بالعالم، كما أسهم بأكثر من 220 مقالة علمية منشورة في مجلات دولية متخصصة ومؤتمرات عالمية، وحصل على براءتَي اختراع من الولايات المتحدة، عامي 2015 و2017، لتقنيات خاصة بتحلية المياه، كما أشرف خلال مسيرته المهنية على 29 من طلاب الدراسات العليا وباحثِي ما بعد الدكتوراه. وحصل عرفات على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأردنية، ويعمل حالياً أستاذاً جامعياً برتبة بروفيسور بقسم الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث بأبوظبي، ويترأس مجموعة بحوث الأغشية وتحلية المياه المستدامة فيها. من جانبها، أفادت سارة بنت يوسف الأميري بأن الاجتماع السنوي لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم، يأتي استجابة لرسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، التي وجهها أخيراً للمجتمع العلمي في الإمارات والتفاعل معها، حيث تتمحور جميع النقاشات والمحاور حول تعزيز موقع ومكانة الإمارات في المجتمع العلمي العالمي، والإنتاج المعرفي، بما يدعم تحقيق مئوية الإمارات 2071. وأكدت الأميري أن ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي تكريم لأفضل الإنجازات والأبحاث في التخصصات العلمية، وتعد أسمى درجات التكريم الوطني لمن يسهمون في خدمة العلم والإنسانية، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات العلمية. وأوضحت الأميري أنه تم اختيار الفائزين لهذا العام من خلال لجنة متخصصة من العلماء، قامت بتقييم المرشحين، وتم اختيار الفائزين من ضمن 50 عالِماً ومتخصصاً وفقاً للمعايير المعتمدة في المجمع، فيما سيستمر التكريم خلال السنوات المقبلة. ويتم منح الميدالية سنوياً للعلماء والباحثين الذين كانت لهم إسهامات في المجتمع العلمي محلياً وعالمياً، وكان لإنتاجهم البحثي دور في إثراء الساحة العلمية على مختلف الأصعدة.

مشاركة :