دبي: «الخليج» افتتحت «القرية التراثية»، التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أبوابها الشهر الماضي، للعام الرابع لتجسد واحة إماراتية في رحاب القرية العالمية التي تستقبل موسمها الثاني والعشرين. شيدت القرية التراثية لتعكس لزائريها تفاصيل قد تكون غابت عن الذاكرة ولكنها باقية في قلوب ساكنيها، ممن تم اختيارهم لمزاولة مهنهم وحرفهم، كما توارثوها جيلا عن جيل، ليحافظوا على إرثهم الاجتماعي والثقافي وفقاً للبيئات الثلاث في الدولة.عصر كل يوم، يجلس كل صاحب حرفة ليزاولها أمام المنزل الذي يحاكي بيئته، كما كان الحال منذ عشرات السنوات. الأم موزة تجلس في ظل الخيمة، تغزل خيوط السدو من شريط الذكريات، وتصنع الماضي من جديد، وتروي قصصاً عن الحياة كما كانت في سابق عهدها. أما صانع الفخار، عم حسن الشحي، فيستخدم يده لعمل الفخار أمام منزله الذي صنع من الحجر، وهي البيوت التي تتميز بها المناطق الجبلية، ليصنع أواني ومداخن وقطعاً فخارية بنفس الطريقة التي كانت تشتهر بها هذه المنطقة ويعيد إحياء حرف يدوية وقطع من صنع اليد - يندر العثور عليها في الوقت الحاضر.وبين نماذج البيوت، تطل الحظيرة المصنوعة من خوص النخل لتظهر المجلس التقليدي لسكان الحي، حيث يجلس الشواب للتسامر في أمسيات الخريف والربيع، ويقدمون التحية لكل زائر. ولا تخلو القرية التراثية من المقهوي، وصانع خبز التنور، والدكان الذي كان يقضي احتياجات «أهل الفريج» ببضائع متنوعة من مأكل وملبس، وقد شيد بنفس فكرته قديماً.وبخصوص تطوير نموذج القرية التراثية كل عام، أشارت هند بن دميثان القمزي، مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى تعدد الأمثلة في عرض واستدامة الحرف التراثية في المركز وأضافت أن «القرية التراثية تعتبر متحفاً مفتوحاً، وواحة متكاملة، شيدت بنفس النماذج التقليدية من حيث البناء حسب كل بيئة جغرافية في تاريخ الإمارات. ولاقت القرية التراثية رواجاً كبيراً في السنوات الثلاث الماضية، كونها تعرض التاريخ وأبرز رموز التراث الإماراتي بشكل مفصل، وتتيح فرصة للزائر للتحدث إلى أصحاب الحرف اليدوية وكل من يزاول مهنته اليومية في القرية التراثية. واستجابة للطلب المتزايد، يشيد المركز سنوياً هذه اللوحة التراثية الناطقة، ليعيش الزائر تفاصيل التجربة ويستمتع الكبار والصغار على حد سواء».
مشاركة :