إعداد: عمار عوض: أكدت الصحف والدوريات الغربية، أمس، أن اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يلقي بظلال قاتمة على الوضع في اليمن، وبشكل خاص على جماعة الحوثي التي فقدت حليفاً استراتيجياً ما يعرض موقعها في المشهد اليمني إلى الزوال. وتنبأ المحللون بأن يتداعى الوجود الحوثي في صنعاء، مشيرة إلى أن أحمد علي صالح نجل الرئيس الراحل هو الأوفر حظاً لخلافة والده مستفيداً من العلاقة مع قبائل قوية.وكتب كميلي دهقان في صحيفة الجارديان مقالاً تحليلياً يسلط فيه الضوء على تداعيات اغتيال صالح. وقال إنه «بمقتل الرئيس صالح تسدل الستارة على أهم شخصية سياسية في اليمن استمرت لمدة 4 عقود».وأضاف أن مقتل صالح يأتي بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب في اليمن التي اندلعت بسبب الانقلاب الحوثي، مشيراً إلى أن مقتله يشكل تحولاً دراماتيكياً، وقد يؤدي إلى تدهور الصراع في اليمن لدرجة مستعصية».وأردف كاتب المقال أن «تحالف صالح مع الحوثيين كان مكتوباً عليه الفشل، إلا أن قلة من الناس تنبؤوا بأن صالح الذي تحالف مع الحوثيين بعد محاربته لهم أثناء وجوده في السلطة ما بين 2004 و2011، سيقتلونه فيما بعد». وتابع بالقول إن «التحالف بين صالح والمتمردين الحوثيين اتخذ منحى آخر في الأسبوع الماضي، إذ بدأ صالح يعزز سلطته في صنعاء، ويلمح إلى أنه مستعد للانسحاب بحزبه من الشراكة إذا أراد الحوثيون الانفراد بالسلطة، فجاء رد فعلهم عنيفاً، ليلقى صالح حتفه على يدهم في 4 ديسمبر/كانون الأول».وقال شيفينيكس تيسي لومبارد في قناة «سي إن بي سي» إن مقتل صالح سيضعف بشكل كبير جماعة الحوثي التي كان صالح يمثل لها عمقاً استراتيجياً داخل صنعاء، ولولا جهوده وتساهله لما دخل الحوثيون العاصمة اليمنية، وقال «الآن، بعد أن خرج صالح مؤقتاً من الصورة، ما لم نرى ابنه يحاول العودة (خلفاً صالح)، فإن الوكيل الإيراني هو الحليف الأوحد الذي تبقى لجماعة الحوثي»، وأضاف أن «وفاة صالح تدفع الآن المتمردين الحوثيين إلى مزيد من الارتماء في حضن إيران».وقال أيهام كامل، رئيس استشارات المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أوراسيا، لشبكة «سي إن بي سي» امس، إن الحوثيين حصلوا على دفعة مؤقتة بعد وفاة صالح. وقال «إن المتمردين الحوثيين حصلوا على فوز قصير الأجل لأنهم تمكنوا من التخلص من شخص يعارضهم، لكن اغتيال صالح يشير أيضاً إلى أن التمرد الحوثي تقوضت قاعدة دعمه بشكل كبير ولن يكون بمقدورهم النهوض في وجه تحالف قوات الشرعية في المدى الطويل».وقال نبيل خوري، وهو زميل كبير غير مقيم في مركز رفيق الحريري في الشرق الأوسط التابع لمجلس الأطلسي، إن وفاة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على يد الحوثيين السابقين، ستضعف المتمردين المدعومين من إيران. وقال خوري: «إن زوال صالح يؤدي في الواقع إلى إضعاف ميليشيات الحوثي ويجعلها أقل قبولاً سياسياً داخل اليمن»، مضيفاً «لم يكن الأمر خطوة حكيمة جداً على [الحوثيين]». وعمل خوري نائباً لرئيس بعثة السفارة الأمريكية في اليمن من 2004 إلى 2007.وبحسب مراقبين سياسيين، فإن مقتل صالح يضع الشرعية اليمنية أمام تحد يفرض عليها المبادرة بتوحيد صفوف المؤتمر الشعبي من جديد، بقيادة جديدة موحدة، خاصة عقب التقاء هدفها مع مؤسسه الذي أعلن قبل اغتياله فض الشراكة رسمياً مع ميليشيات الحوثي، وخاض معهم معارك ضارية وسط صنعاء، وأكدوا أن كل العوامل متوفرة حالياً لإيجاد قيادة جديدة موحدة للحزب.وأكد قيادي رفيع في المؤتمر بصنعاء، أن موضوع خلافة صالح «سابق لأوانه»، واستبعد تصعيد نائبه الحالي صادق أمين أبوراس إلى رئاسة الحزب نظراً لحالته الصحية، كما أن مصير الأمين العام عارف الزوكا ما زال غامضاً حتى الآن، حيث تؤكد مصادر أنه كان برفقة الرئيس السابق أثناء الكمين الذي تعرض له.وذكرت صحيفة «إيكونومست» البريطانية امس، أن قبائل يمنية تسعى لدعم أحمد علي صالح لخلافة والده في قيادة المعركة ضد الحوثيين، وقالت المجلة إن القبائل ربما تتجه لدعم أحمد علي عبدالله صالح، من أجل خلافة والده في القتال بجانب قوات التحالف ضد الحوثيين الذين قتلوا والده.
مشاركة :