استضافت «إثنينية الحوار»، التي أقيمت بمقر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أول من أمس (الإثنين)، بعنوان «الأفلام وصناعة الوعي»، المخرج مالك نجر، والمترجم عبدالله الخريف، عضوي لجنة التحكيم بمسابقة سلام للأفلام القصيرة، للحديث عن دور الأفلام في صناعة الوعي، ونشر ثقافة الحوار، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتنوّع المجتمعي، وذلك وسط حضور شبابي كبير، وعدد من المهتمين. وتطرقت الإثنينية، التي أدارها عضو لجنة تحكيم مسابقة سلام للأفلام القصيرة علي الشهري، إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأفلام كأداة فاعلة في نشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم التعايش والتنوع والتسامح، وسلّطت الضوء على مسابقة سلام للأفلام القصيرة، التي أطلقها المركز بالتعاون مع مشروع سلام للتواصل الحضاري الشهر الماضي للشباب، تشجيعاً منه على اكتشاف مواهبهم، ليسهموا في تعزيز وإبراز صورة المملكة الإيجابية في المحافل الدولية، من خلال مواضيعها التي تتناول ضرورة تنمية وتعزيز قيم التعايش المجتمعي والتلاحم الوطني ونبذ الإرهاب والعنف والتطرف، وذلك بأسلوب معاصر عبر وسائل الإعلام الجديد، تماشياً مع برامج رؤية 2030. وأوضح الشهري في بداية اللقاء، أن مشروع سلام للتواصل الحضاري يمثل مبدأ المصافحة والسلام على الآخر، مضيفاً أن الإعلام يركز على بعض الجوانب التي لا تمثل الواقع الحقيقي الذي تتمتع به المملكة، مؤكداً أنه من هذا المنطلق جاء مشروع سلام للتواصل الحضاري ليغطي الجوانب كافة بلغة العالم، وإبراز منجزات المملكة الحضارية والنهضة التي تمر بها، ودورها في تعزيز ثقافة التعايش والتسامح والوسطية والاعتدال وقبول التنوع وبناء السلام. بدوره، قال المترجم عبدالله الخريف، إنه على رغم أن مشروعه في الترجمة لم يكن جماهيرياً، ولكنه حقق نجاحاً كبيراً، لاسيما بعدما تمكن عبر حسابه في «تويتر» من ترجمة مقاطع رائعة أثرت في العديد من الأشخاص، وانتشرت في منصات عدة، وحازت تفاعلاً كبيراً، مبيناً أن الاستثمار في صناعة محتوى هادف يؤدي رسالة تعكس حضارتنا، مؤكداً أننا وجدنا ذلك في مشروع سلام للتواصل الحضاري، الذي يهدف إلى إنتاج محتوى مميز، ويعكس هويتنا بشكل مختلف، مشيراً إلى أن المحتوى المترجم هو ما نهتم به في إثراء المحتوى العربي، موضحاً أنه تم التركيز على عنصري التشويق والزمن للمقطع المترجم، بحيث يكون مثيراً ومدته مقبولة لدى المتابع. من جهته، قال المخرج مالك نجر، إن المحتوى الموجود على الإعلام الجديد يستطيع أن ينافس الإعلام التلفزيوني، لكن وسائل الإعلام الجديد تتميز بأن لديها محتوى مختلفاً، مبيناً أن قيمة المحتوى في الإنتاج التقليدي انخفضت بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، لافتاً إلى أن أفضل طريقة للنقد هي الكوميديا، التي استخدمها في برنامجه الشهير «مسامير»، الذي يبث عبر موقع «يوتيوب»، فبدأ بالتوجه إلى نقد التطرف والفكر المنحرف، مؤكداً أن الكوميديا هي السلاح الذي يحطم الهالة التي وضعها المتطرفون لأنفسهم. يذكر أن «إثنينية الحوار» تعد إحدى المبادرات الشبابية التي يتبناها المركز كمشروع شبابي أسبوعي مستدام، وذلك بتخصيص منصة أسبوعية خصبة، تفتح باباً لحوارات الشباب وإبراز قدراتهم، بما يسهم في تعزيز قيم التطوع والتعاون وثقافة الحوار المبني على الثوابت الدينية والوطنية، لتعزيز ثقافة الحوار، وإشاعة ثقافة التسامح والتعايش المجتمعي، التي تُثري النسيج الاجتماعي المتنوع.
مشاركة :